Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 




إصلاح قانون التقاعد

جريدة الراية- قطر

8/5/2005



شيخة الكواري : من أهم ثمار التقدم العلمي في مجال الطب هو تزايد عدد المسنين (كبار السن) حيث اجمالي عدد المسنين بلغ 629 مليونا في جميع أنحاء العالم، مما يثير تخوف الدول ويحثها علي بذل جهد واهتمام أكبر في تفعيل برامج رعاية المسنين وبدء تقديم خدمات رعاية أفضل وتأمين سبل حياة كريمة لهم كما تتوجه الدول نحوالتخطيط المبكر لتفادي المشكلات في المستقبل.

فكبار السن لهم احتياجاتهم الصحية والاجتماعية والنفسية الخاصة والتي تشكل عبئا علي ميزانية الدول حيث أوضح المدير الإداري لصندوق النقد الدولي إن التعامل مع متطلبات الشيخوخة لسكان العالم بات يشكل مشكلة عالمية وعلي الدول إصلاح أنظمة التقاعد الخاصة بها ، كما طالب الدول أن تقوم بإصلاح نظم التوظيف فيها وجعل الأمر أكثر سهولة علي العاطلين للانضمام إلي القوي العاملة والمساهمة في برامج الأمان الاجتماعي الوطني التي يعوّل عليها كبار السن وذلك بواسطة مشاركتهم في دفع ضرائب الدخل، وطالب برفع مستوي أهداف النمو الاقتصادي ورفع سن التقاعد حتي لا تبتلي البلدان بنظام ضريبي مشوه وعجز في ميزانيتها.

وإذ تطالب برامج التنمية للأمم المتحدة بالاهتمام بهذه القضية فإن دولة قطر تولي فئة كبار السن البالغ عددهم نحو 18 ألف مسن أهمية بالغة استنادا علي مباديء الشريعة الإسلامية والقيم الاجتماعية المترسخة وإيماننا الراسخ بأهمية مراعاة كبار السن وتقديم أفضل الخدمات والرعاية الصحية لهم بالاضافة لدمج هذه الفئة في المجتمع حيث مع تقدم العمر بالمسن يفقد القدرة علي التكيف مع المجتمع.

ووبالاضافة لذلك تعتبر قضية تنموية كما بينها المدير الإداري لصندوق النقد الدولي فيجب الاستفادة منها ومن خبراتها وتجاربها وإشراكهم في تقديم استشاراتهم للاجيال القادمة، واستغلال مهاراتهم وخبراتهم السابقة بما يعود علي المجتمع بالمنفعة لا أن يركن المسن ويعامل كارشيف مهمل.

فهؤلاء المسنون يمتلكون ثروة الخبرة والمعرفة وبمقدرتهم اتخاذ القرارات والقيام بالأنشطة المختلفة والتي تؤثر في حياتهم وحياة من حولهم، لذلك تطالب برامج التنمية للأمم المتحدة معاملة المسنين كأعضاء ذوي فعالية وإسهام في أسرهم ومجتمعاتهم، وتقديم الرعاية والدعم إذا ما احتاجوا إلي ذلك. 

ولقد جاء مفهوم الشيخوخة والذي تبناه مؤتمر الدوحة العالمي لرعاية المسنين متماشيا و روح العصر الحالي حيث اعتبر مفهوم الشيخوخة المنتجة هو نواة منظومة الحقوق التي تؤكد علي مبدأ دور المسن المنتج المثمر في الحياة ويجب أن يعي المجتمع بأهمية دور المسن في العملية التنموية ، كما يجب خلق جسر التواصل بين الأجيال لتكتمل الأدوار في المجتمع المنتج.

إن قضية كبار السن في العالم تعتبر ظاهرة خطيرة إن لم تتداركها مؤسسات المجتمع المتحضر و تقدم يد العون للحكومات في إيجاد الحلول وتفادي الآثار السلبية المترتبة علي تزايد أعداد المسنين فهؤلاء كما أوضحنا يحتاجون للرعاية في مختلف المجالات ويشكلون خطورة كبيرة علي اقتصاد الدول و يمثلون عبئا ثقيلا علي الميزانية في حال لم يستفد منهم كموارد قيمة للمشورة والخبرة في مجالاتهم السابقة لذلك يتطلب الإعداد الجيد لبرامج إدماج الموارد والأدوار المختلفة والانتفاع بها.

فإذا توصيات المؤتمر جاءت تطالب بالاهتمام بالمسنين وتأسيس وحدات طبية لصحة المسنين البدنية والنفسية والاجتماعية وإبراز ايجابيات مرحلة الشيخوخة وإنشاء مؤسسات علمية لاعداد الدراسات الخاصة بطب الشيخوخة ومنحهم اعفاءات من الرسوم وكثيرة هي التوصيات والتي صبت في أغلبها في الناحية الصحية فإنه من الطبيعي ستغدو مشكلة عالمية لأن الشيخوخة لاتعني المرض فقط وإنما قد تعني العزلة من المجتمع والاجتثاث وهنا تكمن الخطورة فيجب دمج هذه الفئة في مختلف الأصعدة في مجتمعنا وأن لا نتناسي دورها المهم في الماضي و دورها في الوقت الحاضر فهي طاقة معطلة وقدرات غير مستفاد منها.

ويجب أن تشملهم خطط التنمية المستقبلية للدولة في إيجاد برامج تحرص علي تحقيق الرعاية الكاملة لهم والاستفادة من مساهماتهم وإمكاناتهم الفعالة في المجتمع وأن لا يهملوا بمجرد وصولهم لسن التقاعد بل يجب أن تكون هناك برامج للتنمية معدة إعدادا جيدا للاستفادة من قدرات المسنين.


Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us