back

 

البورصة ملجأ كبار السن للاستثمار الحذر 

الغد 

الأردن 

12 ابريل 2009

 

 

ما ان يقرع جرس بدء جلسة التداول في بورصة عمان صباح كل يوم حتى يتسمر أمام شاشة التلفاز لمتابعة شريط اسعار الاسهم مترقبا بحرص شديد حركة أسهم تعنيه. 

أبو أحمد عبدالله (65 عاما) اعتاد هذا المسلك منذ عدة أعوام مرت على اقتنائه اسهما في عدد من الشركات المدرجة في البورصة لم تخل أيام هذه السنين من حالات "ثورة" تصيبه في كل مرة تنخفض فيها اسعار الاسهم أو "فرحة عارمة" مع ارتفاعات اسعار هذه الاسهم.  

ويقول أبو أحمد انه اتخذ من هذه الاسهم مصدرا لدخل جانبي إلى جانب راتبه التقاعدي يلجأ إليها إذا ما ترتبت عليه التزامات مادية مفاجئة لا يغطيها ما يتبقى من الراتب. 

ويقول أبو أحمد انه اتخذ من هذه الاسهم مصدرا لدخل جانبي إلى جانب راتبه التقاعدي يلجأ إليها إذا ما ترتبت عليه التزامات مادية مفاجئة لا يغطيها ما يتبقى من الراتب. 

ويزيد أبو احمد أنه لجأ إلى هذه العادة منذ تقاعده من وظيفته؛ إذ بحث منذ ذلك الوقت عمّا يقضي فيه وقت فراغه ويحقق له نوعا من التسلية إلى جانب الفائدة المادية. 

وبلغ متوسط دخل الفرد وفق احصائية نشرتها الاحصاءات العامة منتصف العام الماضي نحو 1078.5 دينار مقارنة مع 900.5 دينار في مؤشرات العام 2002 وبزيادة نسبتها 19.8%. 

ويشير إلى أنه لا يتطلع إلى الدخول في استثمارات في شركات يعتبرها الخبراء "استراتيجية" أكثر من سعيه لاستثمار "متحرك" في متناول يديه في اي وقت. 

ويبين أن استثماره في بعض الشركات تجاوز العشرين عاما، فيما يبقى عدد اسهمه في هذه الشركات يرواح معدله وإن زاد أو نقص عن ذلك فإنه ليس بحجم كبير. 

ولا يختلف حال أبو أحمد عن حال جميل (63 عاما)، الذي يسارع كل صباح لابتياع الصحف اليومية من أقرب بقالة أو "كشك" لمنزله لمتابعة مجريات اليوم السابق، في اشارة إلى ان الصحافة تستطيع غالبا رصد ما يدور في كواليس قاعات التداول وتوجهات صانعي القرار المالي ونوايا المستثمرين. 

حالتا أبو احمد وجميل تشخصان حالة عدد كبير من المستثمرين في البورصة الذين يحتفظون بأسهم معدودة موزعة على عدد من الشركات ويتابعون مسار أسعار اسهمهم يوما بيوم في وقت امتهن فيه بعضهم المتاجرة بالاسهم باعتبارها مهنة أخرى تشغلهم بعد مرور سنوات الخدمة في ظائفهم أو حتى إلى جانب أعمال حرة يزاولونها. 

الخبير الاقتصادي، يوسف منصور، يرى أن هؤلاء المستثمرين الذين يشكلون شريحة واسعة من مستثمري البورصة هم أقرب إلى ما يمكن وصفه بالمستثمرين الصغار الذين يتوجهون إلى توزيع اسهمهم في عدد من الشركات على أمل أن تدر لهم أرباحا مادية فورية، فيما يضطر كثير منهم إلى المغامرة من أجل زيادة دخله. 

ويقول منصور إن هؤلاء المستثمرين وبخاصة كبار السن لا يزيدون حجم محفظتهم المالية مع زيادة ارباحهم، إذ يقومون بإنفاق هذه الارباح أولا بأول. 

إلا انهم، وفق منصور، عرضة لأن تقودهم الشائعات والمضاربات وما ينشر في الصحف، غير ان سنين الخبرة الطويلة لبعضهم في هذا المجال تجعلهم أكثر عقلانية في عملية الشراء أو البيع. 

ويعتبر منصور أن الأصل في البورصة ان تكون مفتوحة لمنفعة جميع فئات المجتمع بغض النظر عن مستوى دخلهم. 

ويلفت منصور الانظار إلى النقاشات الساخنة والاستفسارات الدقيقة التي يثيرها هذا النوع من المستثمرين خلال جلسات الهيئات العامة للشركات ما يعكس اصرارهم على معرفة أدق التفاصيل في تقارير مجالس الادارة وقراراتها ومحاسبتهم على أصغر هذه التفاصيل. 

ويقول إن غالبية المستثمرين المتحمسين لهذه النقاشات لا يتعدى حجم استثماراتهم أحيانا عددا محدودا جدا من الاسهم. 

أما الشركات الكبرى وكبار المسثمرين، بحسب منصور، فتتبع دراسات استراتيجية وخططا يرسمها خبراء ومستشارون متخصصون قبل الاقبال على شراء الاسهم. 

ووفق التقرير السنوي لبوصة عمان، بلغ عدد الشركات المدرجة في بورصة عمان بنهاية العام الماضي نحو 262 شركة مقابل 245 شركة عام 2007، فيما بلغ حجم التداول 20.3 بليون دينار مقارنة مع 12.3 بليون دينار عام 2007. 

وبلغ المعدل اليومي للتداول العام الماضي نحو 82.9 مليون دينار مقارنة مع 50 مليون دينار عام 2007. 

وبحسب الاحصاءات الرسمية، فقد بلغت القيمة السوقية إلى الناتج المحلي الاجمالي العام الماضي 226.3% مقابل 289% عام 2007. 


Copyright © 2002 Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us