Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 

 



الزراعة تستعين بخبرات الصيادين كبار السن عبر الاستطلاعات واللقاءات المباشرة

  جريدة البيان الاماراتية

الإمارات العربية المتحدة

(شتنبر4 , 2005)

 

              ينفذ مركز أبحاث الأحياء البحرية بأم القيوين، التابع لوزارة الزراعة والثروة السمكية، خطة مبتكرة للتواصل مع الصيادين خاصة كبار السن منهم للاستفادة من خبراتهم للحفاظ على الثروة السمكية وحرفة الصيد والوقوف على مشاكل واحتياجات الصيادين المواطنين، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها في اطار سعي وزارة الزراعة والثروة السمكية لتطبيق القانون الاتحادي الخاص بحماية وتنمية الثروات .المائية الحية في الدولة

  وتعتمد هذه الخطة على القيام باستطلاعات دورية للصيادين في مواقع تجمعاتهم والجمعيات التعاونية بالإضافة الى اللقاءات المباشرة من كبار السن من الصيادين.وقد التقى قسم ابحاث الاحياء البحرية والارشاد السمكي بالصياد جمعة بن حميد خلفان آل علي وهو احد رواد صيد الأسماك في الدولة ممن عاصروا مهنة الصيد لعقود طويلة قديما .وحديثا.

وشارك في الحوار واللقاء معه المهندس عبد الرزاق عبد الله احمد مدير مركز ابحاث الاحياء البحرية والمهندس عمران محمد الشحي باحث اسماك والمهندس اشرف الجرجاوي باحث اسماك والدكتور اسامة مليكة وهبة .اخصائي اسماك 

والصياد جمعة آل علي من الفشت في امارة الشارقة له اهتمامات متعددة اهمها تعلقه منذ الصغر بالبحر والعمل في مهنة الصيد التي ورثها أباً عن جد، حيث ظهر اهتمامه بالبحر منذ الصغر ذلك الاهتمام الذي اوجد في نفسه القلق على هذه الثروة من الممارسات السلبية لبعض الصيادين .المعاصرين 

المسؤولون في مركز ابحاث الاحياء البحرية تجاذبوا اطراف الحديث معه وأبحروا معا في قارب ذكرياته البحرية عبر الحقب المختلفة التي مر .بها سعيا منا للاستفادة من الخبرات التي صقلته 

بدأ الوالد جمعة حميد آل علي حديثه عن تلك الحقبة التي تعود الى الأربعينات من هذا القرن حيث كان يخرج إلى البحر برفقة والده لصيد الأسماك في رحلات كانت تمتد من يوم بالنسبة للرحلة القصيرة وحتى ثلاثة أشهر بالنسبة للرحلة الطويلة والتي يتم التجهيز لها بعناية .لأنها في معظم الأحيان قد تصل إلى الدول المجاورة  

ويقول.. كانت رحلة الصيد تبدأ منذ الصباح الباكر حيث يتم اخذ كافة الاحتياجات الضرورية اللازمة مثل معدات الصيد والغذاء والماء وغيرها من المستلزمات الاخرى ومن ثم تبدأ رحلة الصيد حيث كان البحر يجود علينا من خيراته الوفيرة والتى تصل في بعض الاحيان الى 300 صيرم «نحو 1200 كيلوغرام» ويتم بيع الاسماك التي تجلب من الرحلات القصيرة في اسواق السمك بالدولة اما الاسماك التي تصاد في مياه الدول المجاورة فإنها تباع هناك لعدم توافر الظروف التي تحافظ على .جودة الاسماك لفترات زمنية طويلة  

وكان الصيادون قديما يتعرفون على مواقع الصيد عن طريق متابعتهم للطيور البيضاء التي تتغذى على الأسماك الصغيرة وفي نفس الوقت تتبعها الاسماك السطحية كالكنعد والقباب والصداه لتتغذى عليها.ويوضح بن حميد انهم كانوا في السابق في حالة فقدانهم الطريق في المساء وهم في وسط البحر يتجهون خلف الطيور البيضاء لأنها تطير باتجاه الجزر في المساء فيتم اتباع سيرها لأقرب الجزر البحرية.  

ويبين بن حميد ان احد الأسباب التي أدت الى نقصان بعض انواع الاسماك في هذه الفترة هو تناقص وجود اسماك القرش والحيتان والتي تقود الاسماك الى الخليج خلال فترة نهاية الشتاء وبداية الصيف الشيء الذي يؤدي لوجود الأسماك بكثرة في مياه الخليج وبالتالي يعود بالفائدة الكبرى على صيادي المنطقة .  

ولكن في العهد الحديث تناقصت أعداد اسماك القرش والحيتان بسبب الصيد الجائر عليها نسبة للاستخدامات المتعددة لهذه الأسماك في المجال الطبي والغذائي اما في السابق فكان الصيادون يصيدونها في مواسم محددة وأغراض معينة وكانوا يعيدون اسماك القرش الصغيرة الى البحر لاتاحة الفرصة لنموها.  

واشار الصياد جمعة بن حميد الى طرق حفظ اسماك القرش قديما وكيفية تجهيزها و إرسالها الى المناطق البعيدة، فقد كانت الاسماك تملح وتجفف بعد صيدها مباشرة في مناطق الجزر البحرية وتلف على شكل حزم حيث تحمل بالأخشاب الى الشواطيء ويتم اخمادها بالنار ثم يدقونها لكي تقع الشوائب والجلد المحترق ليتم ترحيلها ونقلها بعد ذلك بواسطة الدواب والجمال الى المناطق البعيدة لاستهلاكها.  

كما تطرق الحديث الى واقع الثروة السمكية بين الأمس واليوم من حيث نقصان كميات الاسماك عما كانت عليه في السابق وذلك من خلال ملاحظته كصياد متمرس لهذه المهنة ومن خلال التجربة التي قام بها والتي استغرقت نحو 6 اعوام متتالية سجل فيها الوالد جمعه بيانات كمية أسماك الشعري المصادة خلال موسمها كل عام حيث كانت كمية الصيد في السنة الأولى 220 صيرم «أي 8800 كيلو غرام» وتناقصت الكمية الى نحو « الف و400 كيلو غرام » في السنة السادسة وهذا دليل على ان كميات اسماك الشعري في تناقص.  

وقد أبدى امتعاضه من ممارسات بعض الصيادين الآسيويين حيث بين عدم اهتمامهم واكتراثهم بتنمية الثروة السمكية في حالة عدم وجود الصياد المواطن على القارب « النوخذا » حيث يصيدون الاسماك الصغيرة ويبيعونها بأسعار زهيدة جدا وذكر أيضا ان صيادي اليوم يدعوا بأننا مجانين « الصيادين القدامى » لأننا كنا نقوم بإرجاع الأسماك الصغيرة الى البحر فور وقوعها في معدات الصيد.  

وحكى قصة واقعية تدل على حرص الصياد المواطن على الحفاظ على ثروة البلاد السمكية «.. كان عند والدي محل لصنع القراقير فجاء جماعة من صيادي الاسماك برأس الخيمة من قوم حمر عين ليشتروا بعض القراقير » نوع من معدات الصيد « وطالب هؤلاء الصيادون من والدي بضرورة زيادة حجم فتحة عين القرقور ليصبح اكبر من 3 بوصات ليتمكن السمك الصغير من الخروج ولتتمكن الأجيال المتعاقبة من الاستفادة من هذه الثروة ».

وعن دور الجمعيات التعاونية لصيادي الأسماك فذكر انه من الضرور تفعيلها وإشراك القطاع الخاص من اجل التوصل الى نتائج ايجابية تخدم المصلحة التي أنشئت من اجلها.وأكد على دور المشادات البحرية حيث انها تعمر أماكن خالية من الأسماك لترتادها انواع مختلفة ومتنوعة من الأسماك. ويشدد بن حميد بأن الثروة السمكية تتعرض للإهدار ويجب التعامل معها بإدارة مثلى والتعاون مع الجهات المختصة وحرس السواحل للسيطرة على الثروات الحية.

يوصي جمعة بن حميد الصيادين بعدم صيد الأسماك الصغيرة ويرى ضرور العمل على توطين مهنة الصيد والعمل على توعية الصيادين المعاصرين بأن هذه الثروة لهم ولأبنائهم من بعدهم فيجب الحفاظ عليها بصورة مستدامة حتى يتحقق الأمن الغذائي لهذا الجيل وللأجيال القادمة.

وقد عقب المهندس عبدالرزاق عبدالله احمد مدير مركز أبحاث الأحياء البحرية على هذا اللقاء مؤكدا على ان الصيادين القدامى كانوا اكثر حرصا على الحفاظ على الثروة السمكية من ناحية إعادة صغار الأسماك الى البحر الأمر الذي يدعو إليه القانون الاتحادي رقم 23 لسنة 1999 للحفاظ على الثروات المائية الحية.

كما أكد مدير إدارة الأحياء البحرية على أهمية مطابقة الأبحاث العلمية والإجراءات الاحترازية يقوم بها المركز مع الواقع العملي وحماية الثروات المائية الحية من خطر الاستنزاف وبالتالي الحد من الصيد الجائر والسعي دوما لإيجاد البدائل المناسبة لتحقيق اهداف وزارة الزراعة والثروة السمكية بالحفاظ على هذه الثروات وتنميتها دون الأضرار بمصالح الصيادين.



Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us