|
SEARCH | SUBSCRIBE | ||
|
أقدم
أسرى حرب في
العالم أسير
مغربى لـ«الشرق
الأوسط»: بعد 23
عاما في
تندوف لم
أتذكر سوى
والدىَّ فكل
شيء تغير
المغرب 26
غشت
2005
يستحق
أسرى الحرب
المغاربة الـ
404 الذين
أفرجت عنهم
جبهة
البوليساريو
اخيرا أن
تسجل
أسماؤهم في
كتاب «غينس»
للأرقام
القياسية،
لأنهم
تجاوزا
الأعوام
المتعارف
عليها دوليا
حول مدة
الأسر،
ونالوا عن
جدارة
واستحقاق
لقب «أقدم
أسرى حرب» في
التاريخ
المعاصر. ولم
تكن لتصيب
البعض
الدهشة
المخلوطة
بكميات
هائلة من
المرارة لو
سجل هذا
الرقم في
صراعات تمثل
ملح الطعام
لنشرات
الأخبار مثل
الصراع
العربي
الاسرائيلي،
لكن الأقدار
شاءت أن يكون
قصب السبق
لقضية
الصحراء
التي أسرت
بأغلالها
مصير منطقة
المغرب
العربي منذ
أكثر من
ثلاثة عقود. وتكاد
قصة الأسرى
المغاربة
الذين أطلقت
جبهة
البوليساريو
سراحهم على
دفعات تشبه
قصة «أهل
الكهف» الذين
مكثوا
أعواما
طويلة
منقطعين عن
العالم وسط
فيافي «تندوف»
(جنوب غرب
الجزائر)،
قبل أن يؤذن
لهم
بالاستيقاظ
من سباتهم
العميق
ليعودوا إلى
أهلهم
ويجدوا أن كل
شيء قد تغير
من حولهم،
فالأبناء
الذين
تركوهم
صغارا
ينتظرون
عودة الأب،
الجندي، من
ساحة الوغى،
قد كبروا
الآن، ومنهم
من لا يعرف
والده إلا من
خلال الصورة
المهترئة
التي تركها
مشدودة
بمسمار صدئ
إلى أحد
الجدران،
قبل أن تنقطع
أخبار هذا
الأب الشاب،
وتعوضه تلك
الكلمة
القاسية
التي ظلت
تتردد على
المسامع منذ
ربع قرن «والدكم
أسير، ولا
أخبار عنه».
تمضي
الأعوام
تلاحق بعضها
بسرعة مفرطة
دون أن يعرف
الأبناء
الصغار شيئا
عن هذا الأب
الذي تأسره
جبهة
البوليساريو.
وربما، كان
أهل الكهف
أكثر حظا من
الأسرى
المغاربة،
لأنهم لم
يمكثوا إلا
سبعة أعوام
داخل الكهف،
بينما عجز
بعض الأسرى
المغاربة عن
احصاء
الأعوام
التي قضوها
في الأسر في
مخيمات «تندوف»،
فكل واحد
منهم يجر
خلفه ذكريات
مؤلمة
تتجاوز
ذاكرة الروح
إلى ذاكرة
الجسد. وتحمل
ذاكرة
الجندي يوسف
عريب، الذي
عاد العام
الماضي إلى
المغرب بعد 23
عاما في
الأسر لدى
جبهة
البوليساريو
الكثير من
الصور التي
تصلح
سيناريو
لفيلم من
المؤكد أنه
سينافس فيلم «انقذوا
الجندي
رايان»
الشهير.
فالجندي
المغربي لم
يتعرف إلا
على والديه
أثناء عودته
أما اخوته،
فقد كانت
ملامحهم
مختلفة كليا
بعدما تركهم
عام 1980 أطفالا
صغارا،
فبالأحرى أن
يتعرف على
أبنائهم،
كما أن مدينة
الرباط التي
تركها وسنه
لا يتعدى 20
عاما كبرت
وتشعبت
شوارعها
وتغيرت
أسماء
أحيائها.
وباختصار
فقد وجد
الجندي يوسف
نفسه غريبا
تمزقه
الذكريات
الأليمة
التي عاشها
في مخيمات «تندوف»
وتترقرق
عيناه بدموع
الحسرة كلما
مرت بذهنه
أعوام
الشباب
والعنفوان
التي قضاها
مكتويا
بلهيب شمس
الصحراء
الجزائرية،
بعدما صار
مجرد ذكرى
يعلوها تراب
الزمن». ويحكي
الأسير
المغربي لـ «الشرق
الأوسط»،
تجربته
قائلا: «أسرت
في معركة
وارغ زير، في
عملية
الحصار التي
عرفت بحصار
الزاك. سقطت
جريحا في
المعركة في
أحد أيام شهر
مارس (آذار) 1980،
كنت أنزف
عندما حملني
أفراد جبهة
البوليساريو
إلى تندوف.
بقيت في
الغيبوبة
مدة 14 يوما،
لم أكن حينها
أدري بأسري،
وبعدما
استيقظت من
غيبوبتي
نقلوني إلى
أحد
المستشفيات
مع بعض
الأسرى
الآخرين قبل
أن أودع في
معتقل
الرابوني».
ويضيف
الجندي يوسف،
بنبرة لا
تخلو من تأثر
«بعد الأسر
أبلغت
السلطات
المغربية
العائلة
بوفاتي
أثناء
المواجهات
مع قوات
البوليساريو
في الصحراء،
وصدرت لي
شهادة وفاة،
وهكذا بقيت
مدة 8 أعوام في
عداد
الأموات حسب
الوثائق
الرسمية
المغربية
قبل أن أعود
إلى الحياة
بعد بعثي
رسالة إلى
عائلتي عام 1988».
كانت
الرسالة
التي بعثها
الجندي يوسف
كافية
لاعادته الى
الحياة
بعدما حملها
والده إلى
المسؤولين
العسكريين
المغاربة
الذين
اتصلوا
بوزارة
الداخلية
المغربية
ليخبروها أن
الجندي يوسف
حي يرزق.
وهكذا عادت
ذكرى الابن
المفقود في
الصحراء
لتعشعش مرة
أخرى في صدور
عائلته في
انتظار
اليوم الذي
تعلن فيه
جبهة
البوليساريو
اطلاق سراح
ابنهم. وزادت
ضربات
قلوبهم
عندما وقع
اتفاق وقف
اطلاق النار
بين المغرب
وجبهة
البوليساريو
عام 1991، وظنوا
أن نهاية
الحرب تعني
نهاية الأسر،
لكن آمالهم
ظلت مجرد
أضغاث أحلام
لم يكتب لها
التحقق في ظل
مسلسل شد
الحبل الذي
استمر حول
ملف الصحراء. وبعدما
بدأ اليأس
يتغلغل في
صدور أفراد
العائلة
غادر الجندي
يوسف مخيمات «تندوف»
لأول مرة منذ
23 عاما اعتاد
خلالها
فيافي
الصحراء
ووضع الأسر.
فالأعوام
التي عاشها
أسيرا كانت
أكثر من تلك
التي قضاها
مع أسرته قبل
الذهاب إلى
الصحراء،
ومثلما صدم «أهل
الكهف» بعد
عودتهم إلى
المدينة
كانت صدمة
الجندي يوسف
قوية «عندما
استقبلتني
اسرتي في
مطار أغادير (جنوب
المغرب)، لم
أعرف منهم
أحدا غير
والديَّ،
فأخي الصغير
الذي تركته
رضيعا صار
شابا يافعا،
ووجدت مدينة
الرباط قد
تغيرت كليا،
فالمكان
الذي كنا
نقطنه تحول
كله إلى
بنايات ولم
أعرف منزلنا
في البداية،
وتطلب مني
الأمر بعض
الوقت حتى
أتأقلم مع
هذا الجو
الجديد،
وأشرع في
تشييد حياة
أخرى غير تلك
التي عشتها
في مخيمات
تندوف. لم يكن
الأمر سهلا
لكنني تزوجت
وأنجبت طفلا
عمره شهر
ونصف». قصة
الجندي يوسف
ليست سوى
واحدة من بين
عشرات القصص
التي تشبه
رواية واحدة
كتبت ألف مرة،
وفي كل مرة
تتغير ملامح
الشخصيات
وأسماؤها،
لكن
معاناتها
واحدة، إنه
الألم
المنبثق من
صلب نزاع
الصحراء
الذي يشبه
كرة ثلج
صغيرة
تدحرجت في
يوم ما من قمة
الجبل
المغاربي
وتضخم حجمها
كلما تدحرجت
صوب السفح
لتحصد في
طريقها
أحلام شعوب
المغرب
العربي
برمتها. *
تسلسل زمنى
لأهم
الأحداث في
قضية الأسرى
بين المغرب
وجبهة
البوليساريو:
ـ
1984 جبهة
البوليساريو
اطلقت سراح 10
أسرى مغاربة
ـ 25 مايو (آيار)
1987: تبادل
الاسرى بين
المغرب
والجزائر: 150
اسيرا
مغربيا
مقابل 102 اسير
بوساطة
سعودية ـ 5
نوفمبر (تشرين
الثاني) 1999:
جبهة
البوليساريو
اطلقت سراح 5
أسرى مغاربة
ـ 26 فبراير (شباط)
2000: جبهة
البوليساريو
اطلقت سراح 186
أسيرا
مغربيا ـ 14
ديسمبر (كانون
الاول)2001: جبهة
البوليساريو
اطلقت سراح 201
أسير مغربي ـ 2
يناير (كانون
الثاني) 2002:
جبهة
البوليساريو
اطلقت سراح
فوج يضم
ضباطاً
عددهم 115 ـ 18
يونيو (حزيران)
2002: جبهة
البوليساريو
اطلقت سراح 101
أسير مغربي
بوساطة
المانية
ايطالية ـ 18
فبراير (شباط)
2003: جبهة
البوليساريو
اطلقت سراح 100
أسير مغربي
بوساطة
اسبانية ـ 13
اغسطس (اب) 2003:
جبهة
البوليساريو
اطلقت سراح 243،
عدد منهم من
الضباط
بوساطة
اسبانية ـ 6
نوفمبر (تشرين
الثاني) 2003:
جبهة
البوليساريو
اطلقت سراح 300
اسير مغربي
تم نقلهم في
طائرة الشحن
بوساطة
ليبية ـ 23
فبراير (شباط)
2004: جبهة
البوليساريو
اطلقت سراح 100
اسير مغربي
بوساطة
قطرية ـ 21
يونيو (حزيران)
2004: جبهة
البوليساريو
اطلقت سراح 100
اسير مغربي
بوساطة
ايرلندية ـ
اغسطس (آب) 2004:
فرار اسيرين
من مخيمات
تندوف ـ 22
يناير (كانون
الثاني) 2005
وفاة لحمادي
احمد يوم 2005/1/24
نظرا
لوضعيته
الصحية
الخطيرة ـ 12
فبراير (شباط)
2005: فرار
اسيرين من
مخيمات
تندوف.
|