|
SEARCH | SUBSCRIBE | ||
|
الركام
في بنت جبيل
والخارجون
من وسطه في
تحقيق نشرته
الواشنطن
بوست لبنان نشرت
صحيفة (واشنطن
بوست)
الأميركية
تحقيقاً عن
بنت جبيل
وابنائها
الذين عاشوا 20
يوماً على
قطع من الخبز
الحاف، تضمن
مشاهدات
مؤثرة عن
الدمار وعن
المعاناة
التي عاشها
السكان. وجاء
في التحقيق
الذي كتبه
مراسل
الصحيفة
انتوني شديد:
بعد ساعات من
تعليق موعود
للهجمات
الجوية
الاسرائيلية،
نهض الناجون
المدنيون من
بعض اكثر
جولات
القتال شدة
في الحرب من
ذلك الحطام.
كانوا
اشخاصاً
منكمشين
وعطشى
وجائعين،
فقد عاش
بعضهم على
قطع الحلوى،
وآخرون على
قطع خبز يابس. هياكل السيارات المتفحمة مرمية في حفر عميقة على امتداد بنايات مدمرة. وانقلبت سيارتا اسعاف على جانب الطريق، كما كان حال شاحنة إطفاء محترقة، قريباً من أكوام الركام التي ملأت الأزقة والطرق الضيقة. وباتت مجموعة كبيرة من الرايات بألوان الأحمر والبرتقالي والأخضر التي تدلل على مهرجان التسوق قد انطوت بسبب قذائف المدفعية الاسرائيلية على امتداد شارع انتشرت فيه بقايا المباني المحترقة والصفائح الممزقة والأخشاب والأسلاك وقطع من اضواء السيارات. وكانت انابيب (لنيون) تتدلى من النوافذ. وسأل
علي حكيم
البالغ من
العمر 80 عاماً،
وهو ينهض من
الركام الذي
كان ذات يوم
بيته، حيث
كان يلجأ فيه
70 شخصاً اثناء
القصف
الأعنف، سأل
قائلاً (ما
الذي سيعيد
هذا ثانية.
انه كابوس.
لقد انتهى
الأمر الى
الصفر فعلياً.
هل بسبب
مجموعة
معينة من
الناس يتعين
على اسرائيل
ان تدمر كل
شخص النزوح
شمالا كان
علاء داغر
متقدماً في
المسير وهو
يحمل اربعة
اطفال في
عربة يدوية.
وتوقفت
سيارة اسعاف
لتحمل
الأطفال
سوية مع
شقيقته التي
وجدته. ابلغه
احد
العاملين في
الصليب
الأحمر
اللبناني
قائلاً (الرجال
يستطيعون
المشي). وعلى
امتداد طريق
ريفي كانت
هناك شاحنة
خضراء بلوحة
مخفية
بطريقة
مموهة. وعلى
الطريق من
بنت جبيل حمل
رجلان سيارة
مرسيدس
بصناديق
خضراء من
الذخيرة.
وكانت جثة
شخص لم تمس
بشيء ممددة
في حقل مليء
بالعشب.
وغطاها موظف
اسعاف
ببطانية
ووضع عليها
صخرتين وقال
علي بزي، احد
النازحين (الكل
يرحلون). وعلى
امتداد
الشارع كان
الآخرون
يغلون غضباً.
وصرخ احدهم (عشرون
يوماً! ما زال
هناك اشخاص
مدفونون تحت
الأنقاض.
انهم هناك
حتى الآن.
اذهب لتر
المعاناة في
بنت جبيل،
اذهب الى
هناك!). وكان
يحمل باقة من
البقدونس،
وقال (الله
اكبر من
اسرائيل). كانت
سيارة
المرسيدس
الخضراء
المهجورة
مؤشراً
للمدخل،
بنوافذها
المهشمة.
كانت هناك
وراءها عربة
شحن حمراء
ضرب سقفها
بصاروخ.
وقلعت
ابوابها
كاشفة عن
ماكنة لقهوة (إسبريسو)
وما زال
معدنها
لامعاً. قال
الطبيب فؤاد
طه مدير
مستشفى صلاح
غندور (نشعر
بالذنب لترك
الناس
لوحدهم. ماذا
يمكن للفرد
ان يفعله في
هذا الوقت؟
فإذا جرح
الآن سيظل
ينزف حتى
الموت). مغادرة
المستشفى كان
المستشفى
معتماً
والوقود
المشغل
للمولد
الكهربائي
قد نفد السبت
الماضي.
وهناك قطع من
السقف
متناثرة على
الأرض. وطار
الباب ليسقط
في الرواق.
كان طه
مرتدياً
صدرية شخص
آخر فصدريته
كانت مشبعة
بالدم وليس
هناك مكان
يمكنه ان
يغسلها. وقال (القطط
الآن تتجول
هنا) مشيراً
الى ممر تسرب
اليه ضوء
الشمس. حاولت
سيارات
الإسعاف
التابعة
للصليب
الأحمر ان
تدخل
المدينة في
الساعة
الحادية
عشرة صباحاً،
وفي البداية
كانت هناك
إشارات
قليلة على
وجود حياة في
الأزقة
المدمرة، ثم
تدريجياً
بدأت الوجوه
تبرز كأنها
اشبه
بالأشباح
وهي خارجة من
بيوتها. قال
أمين ايوب، (77
سنة) والذي
كان يصعد
بصعوبة هضبة (هذا
هو بيتي)
واشار الى
بيت من الحجر
قال ان عمره 50
عاماً. وكان
هناك امام
الباب
الرئيسي
ركام من قطع
الحجر
المهشمة
وهناك مدخل
لا يتجاوز
ثلاثة أقدام
للبيت
وبجانبه
كانت هناك
سيارة
تغطيها
قطعتان من
الإسفلت. قال
ايوب وهو
يحدق فيها (الله
يحميني. الله
يعتني بي). إسعاف
كبار السن وقاد
عمال الصليب
الأحمر في
الشارع سعياً
لإنقاذ كبار
السن الذين
ما زالوا
مختبئين
اكثرهم
مذعورون من
القتال،
بحيث ظلوا
يلغون فكرة
الرحيل
واشار الى
مكان آخر (هناك
شخص يسكن في
ذلك البيت.
انها لوحدها).
وظهر احد
العمال من
القبو مع
مريم شرارة
وهو يحملها
بين ذراعيه.
كانت في سن
الثمانين او
ربما اكبر.
كانت عمياء
وعطشى بعد 20
يوماً من
الاختباء،
مما جعلها
عاجزة عن
الحركة.
وضعوها
لتستند الى
جدار
فاستلقت على
جانبها. سأل
العامل أيوب (هل
هناك احد آخر؟)
اشار اليه ثم
ذهبا أعمق في
الزقاق
متسلقين كل
ركام اثناء
بحثهما عن
الآخرين. راحت زينب دعيبس وامرأتان أخريان تصعدان الهضبة. ولم تكن تعرف كم عمرها. وبانحناء جسدها تمكنت من التقدم بمساعدة يديها المملوءتين بالتراب. كانت قصتها شبيهة بقصص الآخرين التي رددوها اول من امس: البقاء عشرين يوماً في الظلمة مع قليل من الطعام والماء الوسخ وفترات الهدوء النادرة للقصف. وقال بعضهم إنهم ذهبوا الى أكثر من سبعة أقبية سعياً لملاذ آمن. والكثير منهم فقراء جداً او كبار في السن او خائفون من محاولة الهرب من المدينة. وقالت (نحن لم نتمكن من الأكل. نحن بقينا بلا أكل لفترة طويلة جداً. نحن بقينا على قيد الحياة على قطعة صغيرة من الخبز اليابس). شعر
أفراد طاقم
الصليب
الأحمر
بالدهشة
خلال عمليات
البحث
واضطروا
لترك زينب
وراءهم في
الشارع. وحتى
بعد ان
غادروا كانت
تتوسل وتطلب
المساعدة في
العثور على
شقيقها
الأصغر احمد
الذي لايزال
تحت أنقاض
المنزل الذي
ظلا يقيمان
فيه على مدى
ثلاثين عاماً.
وكانت قد
تحدثت معه
قبل ان تغادر،
وأبلغته
بأنها ستعود
لمساعدته،
وقالت انها
كانت ستحبو
اذا اضطرت
لذلك لكنها
لم تستطع
لأنها كفيفة.
وقالت وهي
تشير للمنزل
انه لا يزال
موجود لوحده،
وان ليس هناك
من يساعده.
وبعد قليل
خرج عمال
إنقاذ وهم
يحملون جثة
على نقالة
ومالت نحو
النقالة
وهزت رأسها
وقالت انه
ليس شقيقها. بمساعدة
آخرين،
استطاعت
زينب الصعود
على حطام ما
تبقى من مسجد
الإمام
الحسين. صعدت
فوق أكوام
كتل من
الحطام
واصابها سلك
في اصبعها،
لكنها لم
تتوقف سوى
لحظات فقط
عندما بدأ
اصبعها ينزف.
تجاهلت زينب
نداءات
الحضور لها
بعدم الذهاب
الى أبعد من
ذلك خوفاً من
السقوط
والتعرض
لإصابة
وقالت: (لا
تأخذوني من
دون ان
تأخذوه... لا
اريدكم ان
تحملوني قبل
ان تحملوه). مرّ
عمال
الإنقاذ وهم
يحملون
نقالة اخرى،
وطلبت منهم
ان يتوقفوا
لكي ترى
الشخص الذي
يحملونه،
لكنها قالت
مرة اخرى ان
الشخص الذي
على النقالة
ليس شقيقها
أحمد. ظهر بعد
ذلك عدد من
الناجين من
بينهم مهدي
الحكيم
وزوجته
سميحة بعد ان
بقوا
مختبئين
لمدة 18 يوما.ً
قال الحكيم
ان هذه هي
المرة
الاولى التي
يرى فيها
الشمس،
واضاف انه لم
يكن بوسعنا
المغادرة (والحرب
دائرة حولنا).
|