ناصر رضوان،
كانت زوجتي كل ما لدي في هذه الحياة، ولكنني فقدتها الآن
إيرين
18
نوفمبر 2009
اليمن
تسببت المواجهات المسلحة في محافظة صعدة في قطع الطريق بين ناصر رضوان وزوجته المسنة التي ظلت في بيتها بينما يعيش هو حاليا في مخيم المزراق للنازحين
قدم ناصر رضوان، البالغ من العمر 78 عاما، إلى مخيم المزراق للنازحين في مديرية حرض بمحافظة حجة حديثا. ويقع المخيم على بعد حوالي 130 كلم جنوب غرب قريته المشنق الواقعة بالقرب من جبل دخان الذي أصبح ساحة للمواجهات الدائرة بين الجيش السعودي والمتمردين الحوثيين.
وقد فقد رضوان، الذي يعمل منذ 30 عاما في قرية جيزان السعودية الواقعة على بعد 20 كيلومترا من بيته، الاتصال بزوجته البالغة من العمر 80 عاما منذ 12 سبتمبر، بعد أن قطعت عليه المواجهات الدائرة بين الجيش اليمني والحوثيين الطريق إلى بيته. ويحكى رضوان قصته لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلا:
"غادرت بيتي في الصباح الباكر من يوم 13 سبتمبر للعمل في جيزان آملا أن أعود قبل الغروب كالمعتاد. ولكنني لم أتمكن من ذلك بعد أن تسببت المواجهات العنيفة في قطع الطريق إلى بيتنا الذي تنتظرني فيه زوجتي المسنة.
احتميت ساعتها مع العديد من اليمنيين النازحين الذين غادروا قراهم في البيوت المهجورة في المنطقة الجنوبية من السعودية. واصلت الذهاب إلى العمل في المدينة السعودية التي كنت أعمل فيها. كنت أقوم بنقل البضائع على ظهري من الشاحنات إلى المحلات التجارية والمخازن مقابل ما بين 20 و30 ريالا سعوديا [5-10 دولار] يوميا.
كنت أنتظر أن تتحسن الأوضاع الأمنية حتى أتمكن من العودة إلى زوجتي ومعي مبلغ 820 ريالا [220 دولارا] الذي تمكنت من توفيره على مدى الخمسين يوما الماضية، ولكن ذلك لم يحصل. وفي السادسة صباحا من يوم 6 نوفمبر، أجبرتنا الشرطة السعودية على مغادرة البيوت التي كنا نحتمي فيها بدعوى أن المسلحين الحوثيين كانوا يستعملوننا كدروع بشرية في مواجهاتهم مع حرس الحدود السعوديين.
ساعتها بدأت والأسر النازحة الأخرى رحلة على الأقدام استغرقت خمسة أيام. كنا نحتمي تحت الأشجار ليلا ونتسول الماء والطعام في القرى التي نمر بها نهارا. وصلنا إلى مخيم المزراق يوم 11 نوفمبر. وقد منعتني الأوضاع من الذهاب إلى بيتي ورؤية زوجتي.
لا أعلم مصيرها. قد تكون مفقودة أو ميتة أو بصحبة أناس آخرين. كانت وحيدة عندما تركتها. تزوجنا منذ 65 عاما ولكننا لم نرزق بأطفال – كان هذا قدرنا. كانت هي كل ما لدي في هذه الحياة، ولكنني فقدتها الآن. لا أعلم كيف ستتمكن من الاستمرار والبقاء. فهذه أول مرة أختفي وأتركها وحيدة منذ 50 عاما.
لا أعلم متى ستتحسن الأوضاع الأمنية وأتمكن من العودة إلى الديار لأكتشف ما حصل لها. لقد بدأ أملي في كونها لا تزال على قيد الحياة يندثر".
|