Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخفافين ذاكرة بغداد في مقهى

ميدل ايست اونلاين

العراق

7 جوليو2008

الكحلة: معلَم لا يمكن مفارقته


يستعيد رواد "الخفافين"، احد اقدم مقاهي بغداد، ذاكرة زمن غابر غني برموزه وشخصياته من ابرز سماته الروابط الاجتماعية التي لم تفرق بين الطوائف والقوميات المتعددة في بلاد ما بين النهرين

ويقول عبد الاله الكحلة احد الرواد الذين يترددون بشكل دائم على المقهى ان "هذا المكان قديم جداً يتيح لنا فرصة استعادة الماضي فنتذكر حياة بغداد الاجتماعية (...) لقد تحول المقهى الى احد معالمنا التي لا نفارقها"

ويضيف الكحلة (70 عاما) الذي يسكن محلة "سوق حمادة" في جانب الكرخ (غرب نهر دجلة) ان "المقهى يقع في جانب الرصافة، لكنني احرص يومياً على ان اقصده سيراً على الاقدام عبر الجسر الذي يربط الضفتين للالتقاء مع اصدقائي"

واستمد المقهى الذي يعود افتتاحه الى اكثر من مئتي عام، اسمه من ورش للصناعات الجلدية كانت المنطقة تعرف بها، وخصوصاً صناعة انواع من الاحذية الجلدية كانت محلات السراجة تشتهر بصناعتها

ويفضي المقهى الذي يوحي بناؤه بانه كان احد الخانات سابقاً (نزل يستخدم للمنامة ولتخزين بضائع التجار قديماً)، الى مسجد ملاصق ما يزال يستقبل المصلين من مذاهب مختلفة

ويقع على مسافة قريبة من دجلة حيث كانت السفن والقوارب التي تنقل الامتعة والبضائع تتخذ من ضفة النهر مرسى لها في الثلاثينيات، كما انه قريب من سوق السراي الشهير ببيع الكتب، وكان يعرف بسوق الوراقين في الماضي

وتنتشر قبالة المقهى الواقع في منطقة محاذية للمدرسة المستنصرية دكاكين صغيرة متقابلة على جانبي شارع ضيق، مختصة بصناعة وبيع العباءات الرجالية الشهيرة بمختلف انواعها

وما يزال اصحاب الدكاكين يحافظون على طابعها القديم رغم تحول بعضها الى محلات لبيع الثياب

ويرى الكحلة ان"المقهى بات من اهم شواهد بغداد القديمة بحيث نتذكر الشخصيات المعروفة من الادباء والتجار التي كانت ترتاده ابان اربعينيات القرن الماضي"

من جهته، يقول خليل عبد الجبار مصطفى (69 عاماً) احد رواد المكان "ارتاد هذا المقهى منذ اكثر من اربعين عاماً، عندما كنت اعمل في دائرة مجاورة تابعة لوزارة العدل"

ويضيف "عندما ينتهي عملي، اتوجه مباشرة الى هنا، حتى اصبحت زيارتي وشرب الشاي ولقاء الاصدقاء احدى ابرز العادات اليومية التي لا استطيع التخلي عنها ابداً"

ويوضح مصطفى الذي يتخذ من احدى الارائك القديمة ركناً يومياً "كان المقهى ملتقى لقراء المقام العراقي ابان الخمسينيات والستينيات امثال يوسف عمر وعبد الجبار العباسي وعبد الستار الطيار وعبد الهادي العزاوي وقدوري النجار"

من جهته، يقول العامل في المقهى هشام (54 عاماً) ان "زيارة المكان تمثل طقوسا يومية لزبائن رجال كبار السن ويهمنا كثيراً الحفاظ على اجوائه القديمة التي تختلف عن سائر الاماكن وخصوصاً بعد اندثار عدد كبير من المقاهي المعروفة في بغداد"

ويضيف هشام الذي يحرص يومياً على تنظيف وترتيب صور فوتوغرافية قديمة معلقة على جدران المقهى "لم تختلف طبيعة المقهى عما كانت عليه قبل عشرات السنين ويقدم للزبائن الشاي والنراجيل لكن لا وجود لوسائل اللهو مثل لعبة الدومينو وغيرها"

ويتابع "حتى اثاث المقهى قديم جداً لاننا نريد الحفاظ على التقاليد"

ويشير هشام الذي يتنقل بخفة بين الزبائن موزعاً اقداح الشاي الى ان "المقهى يغلق ابوابه حاليا بعد الثانية ظهراً، بعد ان كان يفتح مع ساعات الفجر الاولى حتى ساعات متاخرة من الليل"

وتثير بعض الصور المعلقة على جدران المقهى الذكريات في مخيلة الرواد

ويعود بضعها الى الملك فيصل الثاني (1935-1958) مرتدياً الزي العربي التقليدي والملك غازي (1912-1939) مع زوجته الملكة عالية وأخرى لسيدة الطرب العربي ام كلثوم اثناء زيارتها بغداد

ويؤكد هشام الذي يعمل منذ اكثر من 35 عاماً في المقهى ان "عدم وجود جهاز التلفزيون والراديو هو شكل من اشكال الاصالة والتقاليد التي يدأب عليها المقهى"

وتبلغ مساحة المقهى نحو مئتي متر مربع تتوزع فيها اكثر من ثلاثين اريكة من الخشب تحمل اثار الماضي، وبدت الوان الجدران وكانها رمادية نظراً لتقادمها فيما رصفت ارضيته بالحجر

ويتميز بناء المقهى بطرازه القديم مع سقف مرتفع يتدلى منه ست مراوح قديمة في حين تتوزع على جدرانه قرب السقف نوافذ صغيرة للتهوية ودخول الضوء


Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us