Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 

 


النساء المسنات كن ومازلن أكثر ضحايا إعصار كاترينا تضررا

بقلم مارغريت أم غوليت
معلقة في وُمينز إي نيوز

15/12/2005

فيما قامت وسائل الإعلام بعمل جيد من حيث لفت الانتباه القومي إلى قضايا العرق والطبقة أثناء تغطيتها لإعصار كاترينا، تُعيب مارغريت مورغانروث غوليت على وسائل الإعلام إخفاقها في التركيز على الضحايا الرئيسيات للإعصار: النساء المسنات.

من المحرر: مايلى هو تعليق من أحد قرراءنا. ما تم طرحه ما أراء هو معبر عن رأي المؤلف ولا يمثل بالتالي وجهة نظر وُمينز إي-نيوز

(وُمينز إي نيوز)-- ما هي المجموعة التي كانت أكثر عرضة للأضرار في خضم الدمار الناجم عن إعصار كاترينا؟

فإذا كنت قد تتبعت تغطيات الإعلام باهتمام بالغ، فإنك قد تقولين " الفقراء" و " الأمريكيون من أصول أفريقية" و"النساء السود." لكن أفضل الإجابات في الواقع هي: "المسنون."

فسكان نيو أورليانز المسنين كانوا أكثر عرضة للمخاطر لأنهم في الغالب فقراء ونساء وأمريكيون من أصول أفريقية و (أحيانا) ضعفاء البنية ومرضى أو مقيمون في مصحات. ولم يستطع هؤلاء الزحف إلى الأسقف أو الاندفاع إلى الطرق السريعة بمفردهم وهم يحملون حقائبهم الصغيرة.

صحيح أن وسائل الإعلام غطت هذا الأمر إذ أننا نعرف أن عشرات المسنين العاجزين المقيمين في أحد دور العجزة قضوا نحبهم. ونعرف أيضا أن أحد المستشفيات يخضع للتحقيق بسبب عمليات القتل الرحيم [التي يُقال أنها تمت فيه]. وكما أشارت صحيفة هيوستون كرونيكل، فإن إعصار كاترينا " كان واحدا من أسوأ الكوارث الطبية للمسنين في التاريخ الأمريكي الحديث."

"فقد تراجع المسنون والمرضى في حالات خطرة إلى أدنى سلم الأولويات فيما غمرت الكارثة مدينة نيوأورليانز"، كما جاء في افتتاحية كتبها ديفيد رود وآخرون في عدد 19 سبتمبر من صحيفة نيويورك تايمز.

وكما كتبت نانسي ويفر تايشيرت في صحيفة ساكرامنتو بي فإن الأفراد الأكبر سنا " كانت لديهم حاجات خاصة تم تجاهلها من قبل عمال الإغاثة. ففي نيو أورليانز، مات عدد من المسنين بسبب الجفاف حتى فيما كان يتم نقلهم إلى الأمان."

وربما لا يعرف حتى عمال الإغاثة أن الجفاف يصيب المسنين بسرعة أكبر، وأنه أصعب من حيث وقفه أو معالجته لدى هذه الفئة من الناس.

وقد نشرت صحيفة واشنطن بوست عنوانا رئيسيا في 24 أكتوبر يقول: " معظم ضحايا إعصار كاترينا كانوا من المسنين."

المسنون خارج دائرة الاهتمام

ومع هذا كله، فإن هناك إحجام في وسائل الإعلام عن استخدام كلمة " كبير في السن"، أو أن الإعلام يفترض أن الكوارث إنما تصيب المسنين. لقد كانت المعلومات متوفرة بيد أنها كانت خارج دائرة الاهتمام.

وفي تقرير خاص بثه برنامج Frontline التلفزيوني في 22 نوفمبر، اشار مارتن سميث إلى أن " الغالبية العظمى" من الـ1,300 نسمة الذين قضوا نحبهم في نيو أورليانز كانوا مسنين. لكن هذه الإحصائية المروّعة لم تحظى سوى بجملة واحدة في برنامج طوله ساعة كاملة.

وعدا عن كلمة " مسن"، فإن الكلمة الأخرى التي كانت مفقودة هي كلمة " نساء." فالنساء يعشن أطول من الرجال، وغالبا ما ينتهي بهن الأمر ليصبحن أرامل ووحيدات في دور رعاية العجزة. وهن أفقر من الرجال: كانت حوالي 25 في المائة المقيمات في نيو أورليانز اللواتي تجاوزت أعمارهن الـ65 فقيرات. وهذا ضعف المعدل القومي، وفقا لرابطة النساء الأكبر سنا ومقرها واشنطن العاصمة.

فهل كانت النساء الغالبية العظمى من الذين قضوا نحبهم؟ وهل مثلت النساء معظم المسنين الذين تم إجلاؤهم؟ وهل كانت معظم هؤلاء النساء من السود؟ وإذا ما قمت بمراجعة أرشيف الإعلام مستخدمة كلمات مثل " مسن" و"نساء"، فإنك لن تجدي الكثير من المعلومات.

ولكن وفيما لا تستطيعين الوصول إلى جوهر القصة، فإنه بوسعك بالتأكيد جمع الأدلة على أن النساء الأكبر سنا تحملن العبء أكثر من غيرهن. هذا وتشير معظم تقارير الصحف حول إعصار كاترينا التي تتضمن أية معلومات عن المسنين والناس المفقودين والجثث التي لم يتعرف عليها أحد أو الجثث التي تم العثور عليها مؤخرا، إلى النساء المسنات.

استمرار الإهمال في أعقاب الكارثة

ويستمر إهمال قضية المسنين في تقارير ما بعد الكارثة. فقد قام المراسلون بالتحري عن ظروف المساجين وسألوا من تم إجلاؤهم عن مشكلاتهم "الفريدة." لكن ماذا عن المشكلات الفريدة للمرضى ضعاف البنية الذين تم إجلاؤهم من مدينة غارقة؟ هل يحنون إلى بيوتهم؟ هل يعانون من الوحدة، ويعانون من التوتر الناجم عن الصدمة؟

وهل احتفلوا بعيد الشكر؟ وما الذي حدث للأمهات والجدّات؟ إنني أفكر على نحو مستمر في صورة رايتها على صفحات جريدة بوسطن غلوب لامرأة مسنة تنام على ناقل للأمتعة في أحد المطارات. فهل انتقلت إلى مكان آخر؟ وما نوعية الحياة التي تحياها الآن؟

آه من النقاط غير الموصولة! هنا في العالم الحقيقي، المسنون-- خاصة النساء الفقيرات والنساء السود-- كانوا أكثر الناس احتياجا أثناء الأزمة التي طغت على الأخبار. لقد تم تجاهلهم. وجُعلوا ينتظرون المعونة، وقضوا نحبهم وحيدين. وبصورة ما، تراجع المسنون إلى أسفل قائمة الأولويات.

ثمة فرصة عظيمة سانحة الآن لتعليم العامة حول الظروف المتعددة التي تصحب التقدم في السن، الحياة في المراحل المتأخرة من عمر النساء والمصادر العميقة للشيخوخة وما يصاحبها من استلاب وآثار سلبية. فكل فرد في المجتمع يستفيد من رؤية المسنين وهم يُعاملون معاملة جيدة. بيد أن إعصار كاترينا يبيّن كيف أنه من الصعب للناس الأصغر سنا الذين يتولون الاستجابة للكارثة أو يقومون بعمليات الإنقاذ أن يضعوا أنفسهم في مكان العجزة الضعاف. هذا أمر يتعلق بالشيخوخة: إنه ليس كراهية بل جهل وعدم مبالاة وإخفاق في تخيل المرء لنفسه كإنسان مسن بحاجة للرعاية.

وإحدى الطرق التي يمكن لنا أن نحكم من خلالها على طبيعة التغطية الإعلامية هي السؤال عما إذا كانت قد غيّرت أي شيء.

هل كان هناك ما يكفي من اهتمام بمعاناة المسنين في مجتمعنا لتغيير الرأي العام وإيجاد قوانين أفضل أو سبل أو هيئات لإنقاذ النساء والرجال المسنين، خاصة أولئك المحشورين في مؤسسات خاصة بالمرضى؟ وهل كان هناك ما يكفي من التغطية الإعلامية لتغيير السلوك الخاص بالأفراد بحيث يتردد الأصغر سنا في المرة القادمة في ترك الأقارب المسنين وراءهم؟ وهل من المرجح أكثر الآن أن يكون الأمريكيون أكثر نشاطا من أجل جدول أعمل معادٍ للمفاهيم السلبية بشأن الشيخوخة؟

هل من الواضح تماما أن للناس المسنين قدر مساوٍ من الحق في النجاة مثلهم مثل الأصغر سنا؟

لا أعتقد ذلك؟

إهمال مخزٍ للشيخوخة

يمكن لنا أن ننسب الفضل للكثير من مصادر الأخبار كونها دفعت قضايا العنصرية والطبقية إلى الواجهة أثناء تغطيتها لإعصار كاترينا. لكن الإهمال الأمريكي لمسألة الشيخوخة أمر مخزٍ أيضا.

" هذه صيحة إنذار"، كما قال الأخصائيون الاجتماعيون وأخصائيو العناية بالمتقدمين في السن في مدينة هيوستون فيما كانوا يقدمون المعونة الطبية بشكل محموم. لكن ومن أجل إيقاظ الأمريكيين ولفت انتباههم لمسألة التقدم في العمر، يتعيّن على جهاز التنبيه أن يكون أعلى صوتا بكثير من رنين الصحافة حتى الآن.

إن وسائل الإعلام بحاجة للتركيز على مسألة التقدم في العمر بشكل ملّح إذ هناك واقع سياسي يتعلق بهذه المسألة. ولا بدّ من الاعتراض على سوء تمثيل المسنين وتصويرهم كـ"رجال طمّاعين". وتتطلب تغطية مسألة التقدم في العمر على نحو أفضل التركيز على أن المسنين هم نساء أساسا ودون راتب تقاعدي ويعشن على الضمان الاجتماعي-- تحصل النساء على قدر أقل بكثير من الرجال-- ويعتمدن أساسا على نظام الرعاية للمسنين. ولكن، ويا للحسرة، فإن هؤلاء غير ظاهرين للعيان حتى في الأوقات العصيبة.

لقد حاولت ميزانية بوش تخفيض المبالغ المخصصة للرعاية الطبية للمحتاجين حتى فيما كان المسنون المتعبون والمصدومون يعودون إلى نيو أورليانز. وفي سعيهم اليائس لخصخصة الشيخوخة، قام وول ستريت وصحافة الأعمال والجمهوريون بالتركيز على نظام الضمان الاجتماعي لعقد من الزمن ولم يتخلوا عن مساعيهم لخصخصته قط.

وإذا ما كانت تغطية إعصار كاترينا قد أدت مهمتها، فإنها ستكون قد أقنعت بشكل حاسم حتى أكثر الناس عناداً بأننا بحاجة لإنقاذ المتقدمين في السن من هذه القسوة. ويمكن للصمت أن يكون قاتلا، في هذه الكارثة وفي كل الكوارث التي ستأتي.

مارغريت مورغانروث غوليت مؤلفة حائزة على جائزة عام 2004 عن كتابها الصادر بعنوان Culture by  Aged ( تقدم في السن بفعل الثقافة) الذي اختارته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور باعتباره كتابا يستحق القراءة. وهي باحثة مقيمة في مركز دراسات المرأة في جامعة براندايز.



Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us