Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |  Donate Now!  

أول موقع عربي مختص بشؤون المسنين

جريدة الحياة - محمد المرزوق

المملكة العربية السعودية

20 يونيو 2005

ربما لم يتسنَّ بعد للمسنين الدخول إلى  الموقع الذي يحمل اسمهم، «موقع المسنين»، على شبكة الانترنت، إذ بإمكانهم التعرف على عالمهم الخاص بطريقة علمية، تحت إشراف اختصاصيين لمعرفة ما لهم من حقوق يجب على المجتمع توفيرها. وإذا كان همهم الأول محصوراً في انتظار زيارة قريب طال غيابه، يسترجعون بحضوره بعض الذكريات، ويقضون معه بضع دقائق، تخرجهم من حال الوحدة، فإنهم لن يتمكنوا من زيارة الموقع لسبب بسيط، هو عدم قدرتهم على التعامل مع ذلك العالم الغريب الذي يسمى «إنترنت».
ويختلف الوضع مع المتعاملين مع «الإنترنت» من الذين يحتضنون مسنين في منازلهم، إذ بإمكانهم الوصول إلى معلومات تساعدهم على التعامل مع ذويهم المسنين، عبر الموقع الأول من نوعه في العالم العربي.
يقول مؤسس الموقع أحمد عيسى الحسينان (36 عاماً) إن «الدافع وراء تأسيس الموقع هو النقص الحاد في توافر المعلومة الأكاديمية والاجتماعية التي يحتاج إليها المهتمون برعاية المسنين. ولا يخفي أن وراء توجهه لإنشاء الموقع عمله 13 عاماً في دار المسنين في الدمام.
لم يتجاوز عمر الموقع سبعة أشهر، ولم يكن إنشاؤه خالياً من المعوقات. يقول الحسينان: «طلبت إحصاءات ودراسات خاصة بالمسنين في السعودية عبر خطاب موجه إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بهدف وضعها في متناول الجميع إلا أن ذلك الطلب قوبل بالإهمال». اضطره هذا الإهمال إلى التوجه إلى دول عربية مثل مصر وسورية ودول خليجية لجمع الوثائق والكتب المرجعية الخاصة بشؤون المسنين ونقل محتوياتها على أقراص مدمجة، قبل وضعها لاحقاً في الموقع. وكلفه هذا الأمر أكثر من سبعة آلاف ريال.

الجهات الحكومية رفضت الدعم

على رغم وجود الكثير من المواقع العربية ذات الاهتمام الإنساني كمواقع خاصة بالمعوقين حركياً وفكرياً، إلا أن المسنين محرومون منها كما يقول الحسينان. ويضيف: «لا يوجد مثل هذا الموقع في الوطن العربي وفي أفريقيا على خلاف الدول الأوروبية التي تولي اهتماماً كبيراً على مستوى الإنترنت لهذه الفئة العمرية».
ويتضمن الموقع أكثر من سبعة عشر مرجعاً عربياً، منها ثلاث رسائل ماجستير. ويشير الحسينان إلى أن هناك من اعتمد على الموقع في إعداد رسالته العلمية، أحدهم من الإمارات، وهو يحضر لرسالة الماجستير ويعمل مشرفاً على أحد أقسام الموقع في الوقت نفسه، وهو يسعى إلى ترجمة الموقع إلى اللغة الإنكليزية ضمن خطة زمنية لا تتجاوز الخمس سنوات، ليصل إلى أسماع غير الناطقين بالعربية.
شارك الحسينان في «المؤتمر العالمي الأول للمسنين» في قطر الشهر الماضي، ويذكر أن الموقع تلقى دعوة خاصة من منظمي المؤتمر، كونه الوحيد المتخصص في هذا الجانب على مستوى العالم العربي.
ولا يخفي الحسينان تلقيه عروضاً من بعض الهيئات العالمية لشراء الموقع، ويقول: «أثناء انعقاد المؤتمر جاءنا مندوب من وكالة الغوث العالمية، طالباً شراء الموقع كونه ملكاً خاصاً وليس تابعاً لجهة حكومية أو أهلية». ويفصح عن رفضه ذلك العرض طمعاً في وجود من يدعمه في السعودية. إلا أن أمنيته تلك قوبلت ببرود، ويوضح: «عرضت الأمر على وزارة الشؤون الاجتماعية، لكنها لم تتقبل الأمر بحجة عدم وجود بند يخولها الاهتمام بالموقع».
 لم يكن الحسينان يحتاج واقعياً إلى كلمات تشجيع ودعم معنوي، وإنما إلى جهة تستطيع التكفل بمتطلبات الموقع المالية، الذي كلف منذ إنشائه أكثر من خمسة وثلاثين ألف ريال. ومع ذلك يعرض الحسينان استعداده لتقديمه على طبق من ذهب لمن يبدي استعداده لإدارته وتطويره».

أقسام الموقع

يحتوى الموقع على خمسة أقسام، منها قسم الرعاية الاجتماعية الذي يهتم بالمسنين عبر توظيف القيم الإسلامية والتشريعات القانونية، التي تؤكد رعايتهم لأجل مجتمع متكاتف. ويتضمن القسم الثاني الرعاية الطبية عبر توفير كل ما يحتاج إليه المسن من معلومات طبية حول الأمراض المتوقع أن يُصاب بها، ويقدم النصائح للتعامل معها.
القسم الثالث متخصص في الرعاية النفسية، ويهتم بصحة المسنين نفسياً، ويوفر القسم الرابع معلومات متكاملة عن الأدوات والأجهزة التي يحتاج إليها المسن، بينما يتيح القسم الخامس فرصة التلاقي بين زوار الموقع من خلال «منتدى المسنين». ويذكر الحسينان أن الموقع يتعاون مع اثني عشر مختصاً ومستشاراً تسند إليهم المادة العلمية والرد على تساؤلات الزوار الذين بلغ عددهم منذ افتتاح الموقع في تشرين الاول  (أكتوبر) من العام الماضي أكثر من 400 ألف زائر بمعدل 300 زائر يومياً من مختلف الدول العربية.