قدم نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة للمتقاعدين سعيد السماك مشروعا مقترحا عن مركز المعلومات العربي لحكماء العرب "كبار السن" يتضمن بيانات عنهم في الوطن العربي. وذلك خلال مشاركته في المؤتمر العربي الثالث لشئون المسنين الذي عقد بالدوحة في 31 مارس الماضي.
وعن الكلفة التقديرية للمشروع في مملكة البحرين قال السماك: "نحتاج لتغطية تأسيس ومصروفات جمعية الحكمة إلى 100 ألف دولار، ونحتاج إلى اختصاصيين إحصاء، وأختصاصيين لأنظمة المعلومات، وثلاثة أجهزة حاسوب، وجهازين للاتصال الالكتروني.
واعتبر السماك المشروع المقترح هدفا إنسانيا رائدا وحضاريا يبرهن على مدى التقدم العلمي والارتباط الأصيل بالجذور والتراث والآباء والأجداد، مشيرا لما لأنظمة المعلومات من دور رئيسي في معرفة حجم كبار السن والمؤشرات الاجتماعية والتمويلية وتأسيس الخطط والدراسات اللازمة لذلك، متناولا بهذا الصدد المؤشرات الديمغرافية والموازنات والكلفة، إلا أن معظم القطاعات الأهلية تعاني بشكل أساسي من ندرة البيانات في الوقت الذي تعتبر فيه هذه البيانات عمودا فقريا في الاتصال والتواصل لأية شبكة معلوماتية للمنظومات الأهلية.
وبين بأن المرحلة الأولى حققت من هذه القاعدة المعلوماتية معلومات عن 3730 منظمة أهلية تستفيد من الدعم الاجتماعي في كل من مصر وفلسطين ولبنان والأردن وتونس والمغرب واليمن والمملكة والتي استغرقت أكثر من ثلاث سنوات منذ العام 1998 إلى 2002.
وأشار السماك فى مشروعه إلى أن لأنظمة المعلومات الدور الرئيسي في معرفة حجم كبار السن والمؤشرات الاجتماعية والتمويلية الحاضنة لها في منظومة الدول العربية وقد أوصى الملتقى الثاني للحكماء العرب بتأسيس قاعدة للمعلومات كلفت بها الجمعية بالتعاون مع الجهات المعنية ومنها وزارة العمل والشئون الاجتماعية واللجنة الوطنية للمسنين، وبقدر أهمية هذا الجانب في التأثير على تطوير الرعاية الحقة واللازمة لكبار العمر بقدر ما يعبر عن تحد كبير في القرن الثالث تواجهه مؤسسات الرعاية الاجتماعية في الوطن العربي.
وعن آلية قاعة المعلومات الخاصة بكبار السن أوضح السماك أن هناك وكالات متخصصة دولية تابعة للأمم المتحدة تنبثق منها منظمة الصحة الدولية الموجودة في منطقة الإسكندرية بمصر، ومكاتب الإنماء الإقليمية، ووكالة الأسكوا الموجودة في بيروت والتي تنبثق منها مراكز الإحصاء العربية التي تقوم بالإصدارات الإعلامية وبيانات متغيرة ووزارات الشئون الاجتماعية وهيئات التقاعد والضمان الاجتماعي ومراكز البحوث والدراسات التي تتكون منها جمعيات الرعاية الاجتماعية لكبار السن في العالم العربي.
وقال السماك: "لقد بادر صندوق الأمم المتحدة السكاني بتقديم الدعم الفني اللازم لهذه الدول خلال خبير استشاري، وتم تأسيس قواعد بيانات بحسب الاختصاص لعدد خمسة أنواع فقط، كما احتاجت هذه الدول لتأسيس قواعد البيانات الأولية إلى عدد من الأنشطة مثل ورش عمل وتدريب، وورش عمل للمرأة العاملة في المنظمات الأهلية، وورش عمل تأسيس قواعد البيانات، والاستعانة بمصادر الوكالات المتخصصة، وورش عمل للمتطوعين والعاملين في هذا الحقل بالإضافة إلى استخدام الكثير من الوسائل المتاحة مثل: الإعلام، ومواقع الإنترنت، والبريد الالكتروني، وجمع الإصدارات العربية، والاتصال الإعلامي المرئي والمقروء والمسموع، وأخيرا المشاركة في عدد من المؤشرات العالمية ذات الصبغة الحكومية أو غير الحكومية بهدف الحصول على الوسائل المساعدة".
وأشار إلى أنه أثناء البحث والتنسيق الذي قاموا به رأوا أنه ليست هناك بيانات واضحة ونهائية يمكن الاستفادة منها لهدف التخطيط ورسم السياسات المطلوبة لكبار السن أو الرجوع إليها للاستخدامات المتعددة في توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والترفيهية لفئة كبار السن، كما لوحظ بشكل أساسي غياب هذه البيانات وفقا للأمور التالية: عدم توفير بيانات كافية وتفصيلية، عدم إدراج الأنشطة الاجتماعية المعنية بكبار السن ضمن السياسات المرصودة في الدولة، وعدم اهتمام المراكز البحثية بدراسة هذا الحقل والعمل على تطويره وفقا للمنظور المستقبلي، كما لاحظوا غياب الإطار الإحصائي الشامل للقطاع الأهلي في الدول العربية بهذا الخصوص، وغياب الاتصال والتنسيق بين المنظمات الأهلية في القطر الواحد بين مختلف الأقطار في مجال كبار السن، وعدم تبادل المعارف والمعلومات بين الأنظمة التأمينية العربية خصوصا بالنسبة إلى المتقاعدين الجدد، وخلو البيانات المتوافرة أو الأنظمة المعلوماتية الرسمية من التواصل المعلوماتي عن المتقاعدين، وعدم تحديث البيانات أولا بأول، واعتماد مبدأ التقديرات الديمغرافية.