Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 


 

مسنون وشباب "مشردون" يعيشون في حديقة عامة وسط الرياض


الوطن السعودية

12 / 3/ 2005م




اتخذ عدد من المواطنين من حديقة عامة في مدينة الرياض سكنا لهم، يقضون فيها أيامهم ولياليهم، لا يملكون من حطام الدنيا سوى ملابس رثة لا تكاد تستر أجسامهم، ويقتاتون بما تجود به نفوس المحسنين الذين يرتادون الحديقة. 
ورصدت "الوطن" عددا من المواطنين في الحديقة المجاورة لمجمع الرياض الطبي بحي الشميسي وسط الرياض, تتراوح أعمارهم ما بين 25 و50 عاماً يفترشون أرض الحديقة ويطلبون المساعدة من المارة ومن أصحاب السيارات، أثناء توقفهم للإشارات الضوئية المجاورة للحديقة... وفي المساء ينامون على قطع من "الفرش" ويلتحفون ببطانيات صغيرة لا تكاد تستر أجسامهم، عطفا على قدرتها على تدفئتهم في ظل البرودة الشديدة التي شهدتها العاصمة خلال الأسابيع الماضية.
وقال بعضهم: إن ظروفهم المادية والأسرية أجبرتهم على العيش في الحديقة، حيث لم يجدوا مكانا آخر يأوون إليه، فالبعض منهم عاطل عن العمل وآخرون خرجوا من السجن ولم تستقبلهم أسرهم، بل وتبرأت منهم وطردتهم من المنازل. وبعضهم كبار في السن ولا يعلمون أين أسرهم ولماذا هم في هذا المكان؟. 
يقول أحدهم وهو الشاب فهد محمد المقيبل إنه كان يعمل في إحدى الدوائر الحكومية ويذهب نصف راتبه لسيارات الأجرة التي تنقله من وإلى عمله، فقرر ترك الوظيفة وبعدها عمل سائقا لسيارة أجرة "ليموزين"، إلا أنه لم يوفق 
في ذلك وتعرض لخسائر مادية كبيرة وأصبح عاطلا عن العمل ولم يجد مكانا يعيش فيه إلا هذه الحديقة, وقال إن له أكثر من سنتين وهو على هذا الحال، حيث يرتادها لينام فيها عندما لا يجد مكانا يأوي إليه.
ويقول زميله محمد عبيد إنه بعد خروجه من السجن تبرأت منه عائلته وطردته من المنزل بسبب أنه "خريج سجون" وعاطل عن العمل, مشيرا إلا أنه لم يجد مكانا يحضنه سوى هذه الحديقة بعد أن تصدق عليه أهل الخير ببعض الملابس التي يلتحف بها عند النوم, وقال إنه في الصباح يربطها بسلسلة وقفل محكم على أشجار الحديقة ليفترشها في المساء. وهكذا يعيش حياته, مشيرا إلى أن أكثر من 5 مواطنين ينامون معه في الحديقة غالبية الليالي, والبعض منهم يتردد على هذه الحديقة بين حين وآخر ويتخذها سكنا له.
ويضيف المسن مرزوق الدوسري "58 عاما"، الذي بدا في حال يرثى له وفي وضع صحي سيئ، أنه لا يعلم أين هي أسرته ولماذا هو في هذا المكان؟ مشيراً إلى أن بعض الأشخاص عرضوا عليه الذهاب معهم لمنازلهم أو اصطحابه لدار المسنين، إلا أنه رفض ذلك مرجعا السبب إلى ارتياحه للعيش في الحديقة رغم برودة الطقس والإزعاج المتكرر من السيارات المارة.
ويروي المواطن ضيف الله يحيى آل محمد معاناة هؤلاء بقوله "إنه منذ فترة طويلة، وهو مرافق لوالدته المريضة في مجمع الرياض الطبي بالشميسي، وفي كل مرة يخرج للحديقة المجاورة للمستشفى ويشاهد عددا من المواطنين بينهم شباب ومسنون يفترشون أرض الحديقة وينامون فيها والبعض منهم لا يجد الملابس التي يرتديها أثناء نومه، مشيرا إلى أن الكثير منهم يمتهنون التسول عند الإشارات الضوئية لشراء الطعام والسجائر وربما مواد مخدرة، حيث يرتادهم بعض الأشخاص في الحديقة ويسلمونهم عبوات زجاجية ويقبضون منهم مبالغ مالية ويغادرون المكان مسرعين، مشيراً إلى أن الكثير منهم في حال غير طبيعية، حيث يدمنون على شرب "الكولونيا" واستنشاق غراء "الباتكس" الذي يباع في المحلات التجارية المجاورة للحديقة. وأضاف أن غالبيتهم أرباب سوابق وبعد خروجهم من السجن يرتادون هذه الحديقة ليناموا فيها, كما يقومون بمضايقة المارة ويحاولون سلب نقودهم, مطالبا الجهات المختصة بالنظر في معاناة هؤلاء واحتوائهم وتوفير فرص العمل للقادرين منهم وتسليم المسنين إلى أسرهم أو اصطحابهم إلى دار المسنين لقضاء حياتهم فيها بدلاً من الحال السيئ الذي هم عليه.
ويتساءل محمد المهنا عن دور الجهات المختصة كوزارة الشؤون الاجتماعية ولجنة رعاية السجناء ومستشفيات الأمل في النظر في معاناة هؤلاء وإعادة تأهيلهم ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم. 
من جهته أكد مدير إدارة الصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتور يوسف عبدالغني أن دور الوزارة ينتهي بإكمال العلاج النفسي لهؤلاء المرضى وبعدها يتم تسليمهم لأسرهم على أن تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية توفير دور إيوائية لهم حسب توجيهات المقام السامي، مشيرا إلى أن العمل جار على إنشاء الدور الاجتماعية في مدينة الرياض والعاصمة المقدسة ويمكن لها أن تحوي مثل هؤلاء وتخفف من معاناتهم.


Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us