Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في زخم الصدام : أنظروا للمغرب

خدمة «مجموعة كتاب واشنطن بوست» / خاص بـ«الشرق الاوسط»

المغرب

24/2/2006

بينما تشدد السلطات الفرنسية إجراءاتها الهادفة لمنع المغاربة الشباب من العمل في فرنسا، يقوم الحسين داؤودي بتشجيع كبار السن الفرنسيين للانتقال إلى المغرب كي يتمكنوا من التوقف عن العمل. وداؤودي، الذي هو من زعماء الحركة الإسلامية السياسية الناشئة في المغرب، قد تلمس وقوع تغير مهم في الأفق بالنسبة للقضايا الدولية.

إنه تدفق باتجاه معاكس حينما كان الانتقال يحدث في النصف الثاني من القرن العشرين من الجنوب صوب الشمال. والآن هناك عدد متزايد، على صغره، من المتقاعدين والمشترين لمساكن ثانية يأتون من الشمال الصناعي ليستقروا في البلدان النامية في الجنوب. فما تشكله المكسيك للكثير من الأميركيين أصبح الحال مماثلا بالنسبة للمغرب للكثير من الأوروبيين.

إنها أرض مضيافة حيث يجد المتقاعدون من الخارج مساكن رخيصة، وبإمكانهم تأجير عناية طبية ومساعدين في مساكنهم بأجور رخيصة. كذلك فإن التخفيضات الضريبية الكريمة متوفرة هنا. فبدلا من جلب الممرضات المغربية والبوابين إلى فرنسا، أصبح اليوم انتقال الفرنسيين المتقدمين في السن باتجاه فيلات في المغرب هو السائد.

كذلك هو الحال مع الأوروبيين الذين ما عادوا قادرين على توفير مسكن لنهاية عطلة الأسبوع في الريف الفرنسي أو البلجيكي، لكنهم يستطيعون أن يشتروا أو يبنوا هنا. ويقوم سكان باريس أو ليون بشراء بطاقات رحلات جوية رخيصة للذهاب إلى ريف الشمال الأفريقي خلال عطل نهاية الأسبوع.

تقضي المصممة الداخلية الفرنسية فرانسواز سميلنكو عطلا قصيرة من هذا النوع بشكل متكرر. فهي تقضي ثلاثة أسابيع في الشهر بالمغرب وتبقى في باريس أسبوعا واحدا في الشهر كي تضع مشاريع تعمل على تنفيذها من بيتها القريب من مراكش. وقالت إن توفر الاتصالات الالكترونية «هو أساسي لحياة لا يمكنني تحقيقها في باريس».

ويبني المقاولون المغاربة حاليا مراكز كبيرة للمتقاعدين مع مرافق صحية عند جبال الأطلسي المغطاة بالثلج. ويمكن شراء شقة بسعر 100 ألف دولار وفيلا بخمسة أضعاف هذا المبلغ.

ولكن لماذا يفضل زعيم حزب يقوم برنامجه السياسي على الاسلام جلب مجموعات بكاملها من الأجانب الى البلاد في فترة تتزايد فيها نسبة التوتر الثقافي بين الاسلام والغرب؟ يشير الداؤودي الى ان المتقاعدين يعتبرون اهون الشرين في البحث عن عائدات خارجية لدعم ميزانية المغرب. ويقول الداؤودي انهم يفضلون تنفيذ برامج لتشجيع مليون متقاعد للاستقرار هناك على مدى 10 او 15 عاما واجتذاب عدد يتراوح بين 4 و5 ملايين سائح سنويا، بدلا عن خطة الحكومة لاجتذاب عشرة ملايين سائح اجنبي في العام.

يرى الداؤودي ان ذلك سيؤدي الى تخفيف الضغوط على المغاربة الذين يسعون الى السفر الى الخارج، للعمل فضلا عن اجتذاب اشخاص لديهم الكثير إزاء المساهمة ماليا وفكريا تجاه البلاد.

تصادفت زيارتي مع البدء في تطبيق تشريع فرنسي يهدف بوضوح الى خفض عدد المهاجرين العرب والأفارقة الذين يعيشون في المغرب. ولا يخفي المغاربة استياءهم تجاه هذا التوجه الذي ينظر له كونه نوعا من الرفض الثقافي.

تقول نزهة شقروني، نائبة وزير المهاجرين المغربي، التي تشرف وزارتها على العلاقات بين ما يربو على ثلاثة ملايين مغربي يعيشون في الخارج، ان اوروبا وشمال افريقيا اذا قفلتا أبوابهما في وجه الهجرة، فإن النتيجة المحتملة هي انتقال الأعمال التجارية الى حيث توجد الأيدي العاملة.

يعيش نسبة كبيرة من العمال، والشباب الذين سيصبحون عمالا في المستقبل، في نصف الكرة الجنوبيِ. ويشكل الذين تقل اعمارهم عن 25 عاما نسبة تقدر بـ33 بالمائة من سكان المغرب. يضاف الى ما سبق ان عدد سكان المغرب زاد حوالي 6 ملايين نسمة منذ عام 1990 حتى الآن، أي حوالي 40 بالمائة من نسبة نمو السكان خلال نفس الفترة في الدول الـ25 التي يتكون منها الاتحاد الاوروبي والتي تقدر جملة عدد سكانها بحوالي 456 مليون نسمة.

للهجرة من الشمال الى الجنوب نسبة ضئيلة من المعقولية في خضم اضطرابات دولية متزايدة، لكنها تشكل رد فعل طبيعي للتحديات الديموغرافية المستقبلية الهائلة التي تجد إهمالا من حكومات منشغلة بمشاكلها الأكثر إلحاحا.


Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us