دراسة خليجية : المسنون في الإمارات يتمتعون بأرقى صور الرعاية

أبوظبي ـ مصطفى خليفة

الإمارات

04/02/2006

أكد تقرير خليجي حول الرعاية الصحية للمسنين في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن مجتمع دولة الإمارات يتحلى بالمفاهيم الإسلامية والتقاليد العربية، ومن منطلق هذه المفاهيم فان المسنين في هذا المجتمع يتم رعايتهم واحترامهم وتبجيلهم في أرقى دور الرعاية والاحترام لدى أسرهم ومن النادر جدا ان تجد من يقبل منهم بإيواء أحد أبويه في دور الرعاية والإيواء، وأوصى التقرير بضرورة الاهتمام باحتياجات المسنين سواء في تيسير اتصالاتهم وانتقالهم تحاشيا لعزلتهم وتمكينا لهم من مواصلة مشاركتهم في أنشطة المجتمع و الاستفادة من خبراتهم وتوفير سبل السلامة والوقاية لهم.

كما أكد على أهمية التوعية الأسرية وتأصيل المفاهيم الإسلامية المؤكدة على مكانة الكبار وحقهم على أسرهم بالرعاية الكريمة ورد المعروف لهم وكذلك التأكيد على الالتزام السياسي بالتصدي لقضايا التشيخ والمسنين وإدراجها ضمن الخطط الوطنية والبرامج الاجتماعية والصحية والاقتصادية للدول الأعضاء بحيث تكون جزءاً لا يتجزأ من الخطط التنموية الوطنية للدولة وليس منفصلا عنها.

كما أكد التقرير الذي أصدره المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون على أهمية تدريس طب الشيخوخة في كليات الطب والمعاهد الصحية والعمل على إنشاء اختصاصات في هذا المجال وتقديم المشاورة لرعاية المسنين في عيادات خاصة لطب المسنين في المستشفيات العامة وتوفير الخدمات الصحية المجتمعية للمسنين عن طريق المراكز الصحية والخدمات الاجتماعية، وان يتم الانطلاق في التعامل مع قضايا المسنين ورعايتهم من المفهوم الإسلامي الذي يحث على التكامل والتضامن وبر الوالدين وتحقيق حق الكبار في الاحترام والرعاية مع الأخذ بمعطيات العلم الحديث، وكذلك التأكيد على أهمية رعاية كبار السن من خلال الأجهزة التخطيطية والتعليم والصحية ودعم وتعزيز دور الأسرة تجاه كبار السن.

برامج تأهيل

كما أوصى التقرير بضرورة وضع برامج لتأهيل القوى المختصة في تقديم الرعاية الشاملة للمسنين وخاصة الصحية، منها وتخريج كوادر متعددة الاختصاصات، وتقوية بحوث النظم الصحية والاجتماعية والنفسية الخاصة بالمسنين وبناء قاعدة معلومات مستمرة عن حجم القضايا المتعلقة بالمسنين وأبعادها والظروف الصحية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يعيشون فيها والتعرف على الاحتياجات الحقيقية للمسنين وعدم عزلتهم مع مراعاة مشاركة المسنين أنفسهم في تصميم ومتابعة وتحليل البيانات لهذه البحوث.

وكذلك التركيز على برامج التوعية الصحية والبرامج الوقائية للرعاية الصحية للمسنين والعمل على التهيئة النفسية لمختلف الفئات العمرية لمرحلة الكبر والشيخوخة والتعرف على متطلبات الاستعداد لها والبرامج الترفيهية وأساليب شغل أوقات الفراغ لدى المسنين.

مسنّو الإمارات

وأشار إلى أن العقدين الأخيرين شهدا زيادة في عدد المسنين في دولة الإمارات بعد التقدم الحضاري والتكنولوجي والرعاية الصحية المتميزة بالدولة، كما ان القائمين على وزارة الصحة بما أولوه من اهتمام زائد ومواكبة للتقدم التكنولوجي للوصول إلى أعلى درجات الرعاية الصحية الأولية والثانوية كان لها الأثر الكبير في زيادة عدد المسنين في الدولة، ومن هذا المنطلق يشكل المسنون نسبة متزايدة من السكان على المستوى الوطني، وتنفيذا للتوصيات التي أقرتها الندوة الخليجية الأولى.

إنجازات وتوصيات

وحول الانجازات التي تحققت في هذا المجال أشار التقرير إلى انه تمت دراسة إدخال برنامج رعاية المسنين ضمن مناهج الكليات والمعاهد الصحية وبرامج الدراسات العليا مع جامعة الإمارات، كما تمت مخاطبة الجهات المسؤولة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالدعوة للعمل على وضع هذه المناهج موضع التنفيذ. كما تمت المطالبة باستحداث إدارة اختصاصية لرعاية المسنين على المستوى المركزي في وزارة الصحة.

تم رفع توصية إلى وزارة الصحة والهيئة العامة لتطوير الرعاية الصحية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية لإنشاء نادٍ نهاري للعناية بالمسنين من الناحية الاجتماعية والثقافية والصحية، ولتنفيذ مخطط عام لوقاية المسنين من الأمراض المصاحبة لكبر السن على ان يشمل هذا النادي قسماً لإيواء المسنين الذين يعانون من مشاكل اجتماعية ولا يستطيعون العناية بأنفسهم في منازلهم، بالترتيب مع الإدارات الاختصاصية، مثل الرعاية الصحية الأولية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية والمستشفيات والمراكز الطبية العامة.

وهناك برنامج مكثف تقوم به إدارة مركز التأهيل الطبي بالتعاون مع جمعية نهضة المرأة الظبيانية وجمعية الهلال الأحمر والاتحاد النسائي العام ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم يسعى إلى التواصل بين المسنين والأجيال الصاعدة في المدارس والمعاهد التعليمية والمؤسسات العامة والخاصة.

وذكر ان استراتيجية وزارة الصحة لتطوير ودعم المسنين اشتملت على العديد من البرامج منها توفير الرعاية الصحية المستدامة طوال عمر المسن، داخل المجتمع وفي دور الرعاية ودور الإيواء وإعادة تأهيل المسنين ذوي الإعاقات الجسدية والعقلية وتأمين الكشف الدوري على المسن للاكتشاف المبكر لأمراض الشيخوخة وعلاجها.

وكذلك تأمين نمط غذائي وسلوكي واجتماعي مقبول للمسن ومشاركة الهيئات غير الحكومية في رعاية المسنين وتنظيم خدمات صحية وقائية للعناية بالمسنين في منازلهم وإعداد المجتمع إعلاميا وثقافيا للمشاركة في رعاية المسنين وإحداث وتشجيع الروح التطوعية لدى المجتمع للمشاركة الفعلية والعناية بالمسنين.