أكدت السيدة طرفة السادة رئيس فريق عمل الاستراتيجية الوطنية للمسنين في المجلس الأعلي لشؤون الأسرة، ان الاستراتيجية تسعى الي تحقيق العمل علي تبني مجموعة من السياسات والتشريعات التي تهدف الي تحسين الواقع الحالي للمسنين وضمان حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية والقضاء علي جميع أشكال التمييز القائم علي أساس السن أو الجنس وتحقيق الشيخوخة الآمنة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته السيدة طرفة أمس بحضور الاستاذة مريم الخاطر رئيس وحدة الإعلام والعلاقات الخارجية والترجمة والسيدة فاطمة حسين من وحدة الإعلام.
بداية رحبت الاستاذة مريم بالحضور وشكرت مندوبات الصحف علي تغطيتهم المتميزة، وقالت اننا نجتمع لنتابع ما بدأناه، بناء علي توجيهات سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم سمو الأمير المفدي،رئيس المجلس الأعلي لشؤون الأسرة بوضع استراتيجية عامة للمجلس وفي نفس الوقت يعكف المجلس علي وضع استراتيجيات فئوية انطلاقا من مباديء ديننا الإسلامي الحنيف ودستور البلاد والمواثيق الدولية، مشيرة ان الاستراتيجية العامة للأسرة هي بمثابة المظلة لكافة الاستراتيجيات الفئوية الستة وهي المرأة، الأسرة، المسنين، ذوي الاحتياجات الخاصة، الشباب والطفولة، موضحة ان هذه الاستراتيجيات ستشهد بعض التغييرات الطارئة خلال الخمس سنوات القادمة متزامنة مع التطورات المتسارعة في مختلف مناحي الحياة.
وأوضحت السيدة طرفة السادة ان دولة قطر هي أول دولة تقوم بوضع استراتيجية للمسنين في العالم قبل ان ينص عليها مؤتمر مدريد ،2002 تحت شعار مسن بدون معاناة .
وعرضت المكونات الأساسية للاستراتيجية الوطنية للمسنين من خلال المباديء الأساسية وقالت: إيمانا بما أقره الدين الإسلامي الحنيف وما نص عليه الدستور الدائم لدولة قطر بأن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات العامة مادة (34) وبأن الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، وينظم القانون الوسائل الكفيلة بحمايتها وتدعيم وتقوية أواصرها والحفاظ علي الأمومة والطفولة والشيخوخة في ظلها مادة (21).
وإيمانا من القيادة العليا بالدولة بقيم العدالة الاجتماعية ورعايتها لكافة فئات السكان وفي مقدمتها المسنون مع ضمان العيش الكريم لهم، واسترشادا بمباديء الأمم المتحدة الخاصة برعاية المسنين وتطبيقا لمفهوم بناء مجتمع لكل الاعمار الذي يتيح الفرصة أمام كبار السن للمشاركة في شؤون المجتمع وصنع القرار علي جميع المستويات بحقوق الإنسان وتنفيذا لخطط العمل الدولية الخاصة بالمسنين وخطة عمل فيينا ،1982 وخطة العمل الاقليمية 1993 وخطة العمل الدولية 2002 وخطة العمل العربية حتي عام 2012 واستنادا الي أهداف المجلس الأعلي لشؤون الأسرة والذي يعني بالمحافظة علي الأسرة وحمايتها وتحقيق الحماية والتقدم لها، مشيرة انه سعيا نحو تحقيق وتجسيد رؤية لجنة المسنين بالمجلس الأعلي لشؤون الأسرة في النهوض بالخدمات المقدمة للمسنين وتحقيق حياة كريمة لهم، واعترافا بدور ومكانة المسنين في تماسك المجتمع والحفاظ علي قيمه وثقافته واستمرارية عطائه وتأكيدا علي ضرورة دعم انتاجية المسنين ومشاركتهم في كافة مجالات التنمية الشاملة والمستدامة والاستفادة من خبراتهم الطويلة ومواكبة للمتغيرات والتطورات المتسارعة في الوقت الحاضر والتي تستدعي تزويد جميع أفراد الأسرة بمختلف مراحلهم العمرية بالوسائل والأساليب الكفيلة بالتعامل مع تلك المتغيرات بصورة بناءة تمكنهم من القيام بأدوارهم بصورة تكاملية وتمتع كل منهم بحقوقه وتدعم استقرار الاسرة وتلاحمها.
الأهداف
وذكرت السيدة طرفة انه استنادا الي المباديء الآنفة الذكر فان الاستراتيجية الوطنية للمسنين تسعي الي تحقيق الاهداف الاستراتيجية التالية:
الهدف الاستراتيجي الأول: العمل علي تبني مجموعة من السياسات والتشريعات التي تهدف الي تحسين الواقع الحالي للمسنين وضمان حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية والقضاء علي جميع اشكال التمييز القائم علي اساس السن او الجنس وتحقيق الشيخوخة الآمنة.
الهدف الاستراتيجي الثاني: السعي نحو مشاركة فعالة وايجابية للمسنين ضمن عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من خلال دمجهم في مؤسسات المجتمع المدني والاستفادة من امكانياتهم وخبراتهم مع توفير فرص التطوير والتعليم وتحقيق ذاتهم ورفاهيتهم مدي الحياة والاستمتاع بحياة منتجة ومعطاءة.
اما الهدف الثالث: التأكيد علي القيم الدينية والمجتمعية التي تدعو الي الاهتمام بالمسنين ورعايتهم وتعزيز مكانتهم في المجتمع.
ويسعي الهدف الرابع: العمل علي تطوير ونشر الوعي التخطيطي بمتطلبات واحتياجات المسنين في كافة المجالات وعلي مختلف المستويات الرسمية والأهلية.
والهدف الاستراتيجي الخامس: العمل علي بناء قاعدة بيانات خاصة بالمسنين تتسم بالحداثة والديناميكية تراعي عناصر السن والجنس والاعاقة وتواكب التغيرات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية المتسارعة في الدولة وتعمل علي ربطها بشبكات المعلومات الاقليمية والعالمية.
ابعاد الاستراتيجية
وتناولت رئيس فريق عمل استراتيجية المسنين ابعاد الاستراتيجية حيث شملت البعد السياسي والتشريعي، البعد الاقتصادي، البعد الاجتماعي، البعد الطبي والبيئة الصحية، البعد النفسي، البعد التعليمي والتأهيلي بعد البيئة السكنية والمعيشية.
وردا علي سؤال اشارت السيدة طرفة ان نسبة اعداد المسنين في تزايد مستمر ولابد من وضع استراتيجية وخطة عمل مستقبلية.
وكشفت ان اخر احصائية لعدد السكان في العالم بلغت نسبتها 1،1 بليون نسمة 170,18 ألف نسمة، منهم 42,12 الف ذكور و5728 ألفا اناث اي ما نسبتهم 42,2 من اجمالي سكان قطر، وتشكل نسبة القطريين 5,2 من المسنين، موضحة ان ارتفاع النسبة مردها للوعي المجتمعي والتطور الصحي.
وذكرت ان الاستراتيجية تمت بالتعاون بين ادارة المسنين في المجلس الاعلي لشؤون الاسرة والهيئة العامة للصحة، مجلس التخطيط، وزارة التربية والتعليم، البلدية، جامعة قطر، كهرماء وضمت اللجنة خبيرة و39 عضوا بين رؤساء فريق واعضاء ومشرفين ولكل مشرف 4 أعضاء يعاونونه.
واكدت السيدة طرفة ان مسودة المشروع تنتهي في نوفمبر الحالي وبعد ذلك ترفع الي المجلس للعرض والمناقشة ومن المتوقع ان يعقد مؤتمر وطني لمناقشة الاستراتيجية الوطنية للمسنين في يناير 2007 .
كما اكدت ان المسنين في دولة قطر يلقون كل الرعاية والاهتمام من قبل الدولة في كافة الجوانب... مشيرة في هذا السياق الي ما تم مؤخرا من زيادة نسبة رواتب الضمان الاجتماعي الي مائة بالمائة.
ولفتت الي ان دولة قطر ليس لديها مؤسسات لايواء المسنين كبديل عن الاسرة وذلك بسبب مظاهر التكافل الاسري والقيم الدينية والمجتمعية التي تدعو الي تقدير واحترام المسن.. وقالت ان المؤسسات الموجودة مثل المؤسسة القطرية لرعاية المسنين ليست مأوي للمسنين وانما هي لرعايتهم وتقديم خدمات مختلفة
لهم.
Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use |
Privacy Policy | Contact
Us