Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 


 مشروع دار المسنين في اربد يصطدم بغياب التمويل

الدستور - سلافه حسن التل

09 نوفمبر 2008

سوريا 

في عام 1990 عكفت مجموعة من العاملين والعاملات في العمل التطوعي العام على احياء فكرة تأسيس دار للمسنين في محافظة اربد لتكون الدار البديلة بعد ان فقد البعض من المسنين في اربد الدار الاصيلة وراح معها العون والسند والولد ولم يبق لهذا المسن او تلك الا ذكريات تلوح في افق متعب من زخم الاشياء ، وضنك العيش بعد ان وصلوا الى اكرم العمر.

وتعد فكرة دار المسنين في اربد فكرة اقتضتها ظروف واحتياجات لفئة اجتماعية حرمت لسبب ما من الرعاية الاسرية وفقدت الدفء الاجتماعي نتيجة ظروف مختلفة مرت عليهم فأقعدتهم على حواف الحياة يعيدون ذكرى مضت (كيف كانوا وكيف صاروا).. ولعل ما حملته رئيسة جمعية الاسرة البيضاء في اربد فايزة الزعبي ومجموعة من زميلاتها في العمل العام محاولة لاخراج فكرة دار المسنين لتوفير حياة كريمة لتلك الشريحة ولتحميهم من عثرات الزمان.

رئيسة جمعية الأسرة البيضاء والعضو السابق للجنة بلدية اربد الكبرى فايزة الزعبي قالت ان اسباب توقيف استكمال المشروع تعود لاسباب مالية موضحة ان جهة حكومية كانت قد وعدتنا قبل ست سنوات بالمساهمة بنصف تكلفة المشروع شريطة ان تقوم جمعية الاسرة البيضاء بتوفير النصف المتبقي من عوائد اخرى كالتبرعات من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات غير الحكومية ومؤسسات عربية لها مساهماتها بفعل الخير مشيرة الزعبي الى ان الفكرة ما زالت حتى هذه اللحظة تراوح مكانها.

بدأت محاولة تنفيذ فكرة دار المسنين في عام 1990 وتم استملاك نحو اربعة دونمات في حي الطوال غرب شمال اربد وتم بناء نحو 200 متر مربع من اصل مخطط تبلغ مساحته 800 متر مربع تتوفر فيه كافة المرافق اللازمة لخدمة المسنين وفق الزعبي التي اضافت: لقد اوقفنا البناء بسبب ضائقة مالية ولم نتمكن من استكماله.

وتعد الحاجة لدار المسنين في محافظة اربد لرعايتهم حاجة ماسة لاعانة من لا عون لهم وتمكينهم من المصالحة مع الحياة بما تبقى لهم من عمر بعيداً عن متاعب الدنيا.

يذكر انه يوجد دار لرعاية المسنين في محافظة العاصمة تؤدي رسالتها الاجتماعية والانسانية للمسنين على صعيد المملكة لكن هذا لا يعني انتفاء اسباب ضرورة وجود دار للمسنين في اربد لتخدم مسنين من اقليم الشمال والمناطق التابعة له وذلك من منظور جغرافي ـ مكاني حتى يشعر المسن بالاغتراب عن المكان الذي عاش وشب فيه ومن هنا تأتي اهمية استكمال مشروع دار المسنين في محافظة اربد لكن اين المشكلة؟ على هذا السؤال تجيب الزعبي قائلة المشكلة كما اسلفت في الجانب المالي مشيرة الى انها وزميلاتها في الجمعية حاولن استكمال المشروع دون جدوى بسبب الاوضاع المالية وقلة الحيلة وتأمل ان يتم استكمال المشروع نظرا لضرورته الانسانية.

يسير المرء في الشوارع يصطدم احيانا بمشاهد يرى انه لا مفر من التوقف عندها للتفكير بها والتأمل بابعادها الانسانية ، وربما يطرح المرء اسئلة ويروح في دوامة البحث عن اجوبة ، وما نقصده بالمشاهد هي تلك المشاهد الانسانية التي طغت عليها مشاغل الحياة محاولة ان تصادر معناها ونبلها.. في الطريق ربما يصادفك من لا يقوى على الحركة وقد انحنى ظهره ولا معيل له ولا بيت يؤويه لا في حر الصيف ولا في برد الشتاء.

دار المسنين في اربد باستكمال بناء المشروع ستشع لكل من ضاقت عليه الحياة وسترحم «عزيز قوم..» ولعله من المفيد ان نشير الى ان المسنين في محافظة اربد الذين يعانون من عدم توفر المأوى يبلغ عددهم حوالي 75 مسناً حسب احصائية قامت بها جمعية الاسرة البيضاء قبل نحو 5 سنوات ، هذا العدد من المسنين لا يشكل ظاهرة ولا يدل على اختلال موازين الحياة في مجتمع متماسك اسريا ، وكما هو معروف فلكل مجتمع خصوصية ولكل اسرة ظروفها ، وشاء ظرف هؤلاء المسنين ان تتقطع بهم السبل الا من رحمة ربهم وسير لهم من اهل الخير من يرعى شؤونهم بشكل او بآخر وهذا في المجمل لا يحل مشكلة المسنين لان المسألة لا تؤخذ بالجانب الفردي بل كقضية مجتمعية عامة تبحث عن حلول مؤسساتية ، فمن يقرع الجرس لاستكمال مشروع دار المسنين في اربد؟


More Information on World Elder Rights Issues 


Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us