Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 



أعـيـاد الأمـــس في ذاكرة الكبار

 
سعد صاحب- الصباح 

24 سبتمبر 2008

العراق 

 

للعيد العراقي ايام زمان نكهته.. فايام العيد العراقية هي ايام من التراحم والتوادد يفتتحها العراقيون بقبلات المحبة وفض النزاعات ووضع حد للمخاصمات بين افراد العوائل والمحلات المتنازعة.

ايام العيد ايام زمان.. ومضة من المتعة وسحابة من السرور تظل في ذاكرة الاطفال ملونة بمرح الاراجيح ونكهة (الكليجة) العراقية. قصص سيرويها الكبار بحسرة في اعياد ستنحسر عنها مراسيم الفرح وطقوس المحبة بين ابناء الديانات والمذاهب الذين يتقاسمون بهجة العيد في محلات واحدة هذا ما سترويه ذاكرة الكبار عن ايام ذلك العيد المتألق في ذاكرتهم

زيارة سلمان باك:
ابو حسن 50 عاما حدثنا عن ذكرياته في العيد قائلا
سابقا كانت معظم العوائل البغدادية تذهب لزيارة (سلمان باك) مع الترديدات الجميلة ومن ضمنها (المايزور السلمان عمره خسارة) وكان المنفذ الوحيد آنذاك، وكانت الناس تلعب (لعبة العصا) و(لعبة الجوبي) ما يخلق جوا من السعادة البريئة لجميع الحاضرين، في الوقت الحاضر اختلفت المراسيم عن السابق، حيث وجدت النوادي الاجتماعية التي تقيم حفلاتها بمناسبة العيد وهي خاصة بالعوائل والمشتركين فقط

تراحم وتوادد:
ابو كفاح 57 عاما يواصل الحديث
ايام الاعياد تنتظرها الناس بشوق غريب، وفي المناطق الشعبية تتكفل العوائل الميسورة الحال بالعوائل الفقيرة وتفي باحتياجاتها لاسيما الايتام والارامل، مثلما يشترون لعوائلهم يشترون لهم بالاضافة الى العيدية و(الفطرة) لكي تعم الفرحة الجميع بدون استثناء

اعياد الموصل 
ويواصل ابو كفاح ذكرياته:
وفي محافظة الموصل للعيد طعم خاص، ايام ما كانت الغابات عامرة بالاشجار والخضرة والعشاق، وكانت تجيء اليها الناس من كل حدب وصوب، فانها ام الربيعين ذات الاجواء المنعشة، فكنا نرى في الاعياد السفرات الشبابية والطلابية التي تضيف للمكان بهجة اخرى من خلال الاغاني والرقصات التي يؤديها المسافرون. واهل الموصل في الاعياد لهم اكلاتهم المميزة مثل الدولمة والكبب بانواعها ناهيك عن الكرزات والحلويات واستقبال المهنئين من جميع الطوائف الاخرى

تحضيرات النساء
نبيهة عبدالله 54 عاما من اهالي بغداد استذكرت ايامها قائلة: نتحضر للعيد قبل خمسة ايام ونذهب الى الاسواق لشراء الملابس، وبالمناسبة كانت ملابس العرفات تختلف عن ايام العيد، ونشتري مواد (الكليجة) والسمسم والحلقوم قبل يوم او يومين، ونخرج في الصباح سعداء فرحين بهذا اليوم السعيد واول الناس الذين نعايدهم (الجد والجدة) ومن ثم الوالدين وكنا نفرح كثيرا بالعيدية، وكنا نقضي اغلب الاوقات في (حدائق 14 تموز) وحديقة الحيوانات قرب العلاوي، والان كبرت واصبحت جدة يجيئون احفادي الى معايدتي وهذا المنظر يفرحني كثيرا، واحلى الطقوس عندي حينما اوزع العيديات عليهم وهم يتشاجرون في ما بينهم على النقود المتساقطة من اياديهم واعيدها اليهم مع الكركرات البريئة، اتمنى من الله ان يعود العراق كما كان وافضل، وتعيش الناس اخوة في وطن بلا خلافات ولا حروب.

أعياد التآخي في العمارة:
ازهار احمد الاسدي 60 عاما تواصل
لي ذكريات بديعة في محافظة العمارة، اتذكر كانت العيدية (10 فلوس) واحيانا تكون (50 فلساً) ومن الاشياء العالقة في ذاكرتي ذلك الفرح الطفولي البريء الخالي من الكذب والتمثيل، وكنا نضع ثياب العيد تحت الوسائد وننام، بعد ان تضع لنا الوالدة طاسة الحناء ونتقاسمها انا واخواتي ونلف ايادينا بالمناديل الملونة، وعندما نستيقظ في الصباح كلنا حيوية ورغبة في الانطلاق، وبعد ان نقبل ايادي الوالدين نمضي الى منطقة (المحمودية) التي تقع على الشط قرب (شارع بغداد) في العمارة، وكانت العمارة تضم جميع الاديان والطوائف، وكان الجميع يشترك في المناسبات الدينية والاجتماعية ولم نكن نعرف الطائفية او التفرقة، خذ على سبيل المثال الصابئة الذين تداخلوا معنا في كل شيء حتى اسمائهم (علي، عباس، حسين) وهذا دليل قاطع على وحدة العراقيين

عراق الأديان والتسامح:
بعد ذلك انتقلنا من العمارة الى البصرة لكون والدي كان تاجرا معروفا ولظروف التجارة كنا ننتقل من مكان الى اخر، سكنا في منطقة العباسية وكانت تضم كل المكونات: الاسلام والمسيح والصابئة واليهود، والان اذكر زميلاتي اليهوديات (موزة وتفاحة) حيث كان اليهود يسمون اسماء بناتهم باسماء الفواكه لانها من نعم الله على الناس اجمعين، كانت موزة تقدم لي هدية تختلف عن الهدية التي تقدمها لي تفاحة، وها هنا سالت الدموع من عيون المتحدثة حسرة وحرقة على العراق الجميل الذي اصابه شيء من الخراب بعد ان كان في الزمن القريب قبلة الانظار للسواح الاجانب والمستشرقين، ولكن بجهود الطيبين من العراقيين الغيارى سيعود الوطن معافى وتعود بغداد الى سابق عهدها حيث الشعراء والصور والصبايا الحسان.

سدة الهندية:
جاسم الشريفي 70 عاما من محافظة بابل قال لنا:
فترة الصباح نقضيها في الزيارات وتبادل التهاني، وبعد الظهيرة اذا كان الوقت صيفا نخرج لزيارة سدة الهندية، الاطفال يركبون عربات تجرها الخيول مقابل (4 فلوس) ويتبادلون في العربات القبلات والسلام حتى يصلوا الى السدة ثم يعبروا عليها الى الجانب الاخر وبعد التمتع يعودون الى البيت.

العربات والخيول
بكى وقال: ذكريات جميلة حركتها في نفسي مضى عليها (60 عاما) تذكرت العربات التي تجرها الخيول التي تحمل الاجراس وشرائط الزينة، وهي تحمل رجالاً كبار السن يدقون الطبول وينقرون على الطبلات ويعزفون في المزامير وهذا ما يثير الفرح والبهجة لدى الاطفال.
في الوقت الحاضر هذه المظاهر اختفت من الشارع وحلت مكانها السيارات والحدائق العامة وغيرها، حاليا سدة الهندية القديمة تشكو الاهمال وقد حولوها الى اماكن لتجميع القاذورات وهدمت (المسناية) التي عمرها 98 عاما

صالون حلاقة الفنانين:
حسين لازم 62 عاما من اهالي بغداد يقول
كان عندي محل للحلاقة في شارع السعدون باسم (حلاقة الفن) والاسم يدل على ان المكان خاص بالفنانين والشعراء والملحنين وهو كذلك بالاضافة الى عامة الناس، وكان دكاني المتواضع يتواجد فيه اغلب الاسماء البارزة في فترة السبعينيات مثل المطربين حسين نعمة وقحطان العطار وصباح السهل وحميد منصور وبعض الشعراء مثل جبار الغزي وزامل سعيد فتاح والراحل جودت التميمي، وفي فترة الاعياد تحديدا كانت تقام الحفلات الساهرة الى الصباح في النوادي الليلية او في البيوت المتمكنة ماديا، وكنا سعداء جدا، تغير الزمان واختلفت الظروف من مات مات من الاصدقاء، ومن هاجر بعيدا الى مدائن الثلوج والضباب، ومن بقي يعيش على هذه الذكريات القديمة.

عاشق السينما والأفلام
مهدي زبون 58 عاما عاشق السينما والافلام الاجنبية يضيف: كنا مجموعة من الاصدقاء اهتمامنا بالسينما هو الاول في تطلعاتنا الثقافية والحياتية، وكنت دليل اصدقائي باختيار الفلم الاجمل من بين الافلام، وكنا لا ندخل الا في (السينمات) الراقية امثال: سمير اميس وغرناطة وبابل والنصر، وفي ايام العيد دخول السينما له نكهة خاصة حيث مظاهر الفرح والضحكات والاحبة، ومن الافلام التي اتذكرها: زوربا اليوناني، كيوما، زت، صياد القرش، نغم في حياتي، دارت الدنيا ووقعت في الاسر وكنت حافظا لما يقارب (1000 فلم) فوجدت في قصها على الاسرى شيئا من الترفيه وقتل الفراغ باشياء نافعة وكنت املي الفراغات باضافاتي بالنسبة للاحداث المنسية، وكنا نناقش الافلام بعد ان نستمع اليها، امنياتي ان تفتح (السينمات) ابوابها ويعود ذاك الزمان الجميل من جديد.

 


More Information on World Elder Rights Issues 


Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us