هموم المسنين
الثورة - محمد العريقي
2
فبراير 2009
اليمن
جاري يعمل سائقاً مع إحدى الوكالات السياحية قال لي في أحد الأيام: امتلكتني الجرأة فعرضت على اثنين من السياح اليابانيين من كبار السن أن أخذهما إلى منطقتي الجبلية المطلة على مدرجات زراعية تستطيع أن تنظر منها إلى السفوح والى التلال البعيدة، كان هدفي أن أريهما قريتي فقط بعدها أعود إلى استكمال جولتهما باتجاه مدينة عدن.
في بيته المتواضع ضيّفهم بغداء قروي اقبلا عليه بنهم وعندما أنهيا فترة الاستراحة طلب منهما مواصلة الرحلة حسب برنامجهما المعد من الوكالة .. طلبا منه التريث وقالا له: هنا الهواء مشبع بالأوكسجين ونقي جداً وهذا المناخ مفيد للمسنين مثلنا يكسبهم المزيد من الصحة
وأجبرا السائق على البقاء وتواصلا مع وكالة السفريات عن تحديد مكانهما واخبراها عن بقائهما يومين في المنطقة
في اليوم التالي قال احدهما: نستغرب ان تكون قراكم الجبلية الرائعة المفعمة بالهواء الجميل خالية من السكان وبالذات كبار السن حيث يمكن أن يقضوا هنا أجمل أيامهم ويتحركوا بحرية أكثر، مثل هذه الأماكن في الدول المتقدمة هي من نصيب الأثرياء وكبار السن الأغنياء، هناك كل شيء متوفر من خدمات أساسية حتى الجرائد تصل إليهم وتراهم يتنقلون من مكان إلى آخر ويمارسون الأعمال المناسبة مع سنهم ويتجمعون ليتحدثوا مع بعضهم البعض ويتناولون الغذاء الطبيعي بدون ملوثات، ويستمتعون بالهواء النقي
فالهواء النقي يطيل العمر كما كشفت الدراسات البحثية.. ومؤخراً ذكرت دراسة أمريكية ان ملوثات الجو تتغلغل نحو الرئتين مسببة الأمراض فيها وتتسبب أيضاً بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وهذه الملوثات عادة ما يكون مصدرها المصانع وأدخنة السيارات
نحن في اليمن بدأنا نلمس ظاهرة هجرة المسنين من الريف إلى المدن للالتحاق بأولادهم ويبدأ المسن ينسحب من الحياة منتظراً الموت، حيث يمضون حياة صعبة بعد أن عاشوا الجزء الكبير من حياتهم أقوياء معززين مكرمين فخورين بقدراتهم الذاتية، يعطون الكثير من جهدهم للأرض فتعطيهم الغذاء والأمان
نحن اليوم بحاجة إلى التعامل بإنسانية مع المسنين وبحاجة إلى أن ننمي الحياة الريفية لتكون مصدر الخير والعطاء لكل أيامنا.
More
Information on World Elder Rights Issues
Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use |
Privacy Policy | Contact
Us
|