يتناول كتاب "كبار السن في مصر" الصادر عن منشورات الجامعة الأمريكية للباحث توماس بوجاتز، قضية واقعية تشغل بال مجتمعات الدول النامية ومنها المجتمع المصري‏,‏ حيث ارتفع في السنوات الأخيرة متوسط عمر الإنسان ليتقدم المجتمع في العمر بخطي سريعة‏,‏ ولا يقابل هذا التقدم توافر الخدمات التي يحتاجها المسنون. 
 
رصد الكتاب وفق صحيفة "الأهرام" المصرية، هذه الظاهرة المقلقة من خلال دراسة استغرقت ثماني سنوات قضاها الباحث في مصر يبحث أحوال المسنين, ودعم دراسته هذه التي نشرها في الكتاب بكم من الحقائق والبيانات والإحصاءات التحليلية والنوعية عن أعداد المسنين وعدد الدور المتوافرة لرعايتهم، في المدن الكبرى ونوعية الخدمات المتاحة لهم حاليا.    وكيفية تقبلهم للرعاية من قبل أفراد ليسوا من أفراد الأسرة, لكنه واجه صعوبة عدم توافر إحصاءات دقيقة بأعداد المسنين مع صعوبة تعريف المسن, لذلك استقر في النهاية علي التعريف الشائع والذي يحدد المسن بسن الإحالة إل التقاعد, فوجد أن هؤلاء يتراوح عددهم ما بين404 و406 ملايين شخص.   
 
 
يركز الكتاب علي ثلاثة محاور أساسية مرتبطة بعضها ببعض، الأول يبحث مدي توافر خدمات للمسنين, والثاني مدي حاجتهم إلى هذه الخدمات, في حين يبحث في القسم الثالث حاجة الكثيرين منهم إلى رعاية خاصة.
 
 
 
هناك أيضا رصد مفصل للقاءات أجراها الباحث مع متخصصين في طب كبار السن ومسئولين عن دور رعاية خاصة بهم, ولقاءات مع مسنين أنفسهم مع تحليل للسلوكيات الثقافية المتأصلة في المجتمع المصري, والخاصة بكبار السن في ظل الأعراف والقيم المتوارثة والتي كانت ترفض فكرة دور المسنين نهائيا.
 
 
 
ويقدم الباحث هنا رؤية جديدة لفكرة الثقافة المتأصلة التي كان يعتقد أنها جامدة أو ثابتة حيث يري أنه بالرغم من كونها متأصلة في العادات والأعراف, فإنها تشكل أيضا مساحة مفتوحة لصراعات الأفكار والممارسات تفرز نوعا من الديناميكية القادرة علي الاستجابة للمتطلبات التي تطرأ علي المجتمع, ومنها هذه الظاهرة التي ليس لها حل سوي الاهتمام بدور رعاية المسنين والاستثمار في إنشائها وتدريب العاملين فيها, خاصة أنها تشكل تحديا كبيرا للشباب الذين يواجهون شبح البطالة