الاستراتيجية الوطنية للمسنين ..جهد تشاركي لتحسين الحياة

 
جريدة الرأي الأردنية
كتبت - سهير بشناق

الأردن

17 يوليو 2007

يفتقر المجتمع لوجود استراتيجية تعنى بالمسنين أسوة باستراتيجية الشباب.

في حين أن فئة المسنين خاصة بعد التقاعد تحتاج لكثير من الاهتمام سواء من الناحية الصحية أو توفير البيئة اللازمة لهم أو في إيجاد أماكن ووسائل تعمل على ترفيهم وأشغالهم بعد عطاء سنوات طويلة بالعمل والوظيفة.
المجلس الوطني لشؤون الأسرة يعمل منذ فترة بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الصحة و المجلس التمريضي وممثلين عن القطاع الأهلي والتطوعي على إعداد استراتيجية وطنية للمسنين للمرة الأولى في الأردن حيث تأتي هذه الاستراتيجية مكملة لجهود الوزارات المعنية و القطاعات الخاصة و التطوعية في مجال رعاية المسنين.
هندية:دور العائلة والدولة
الدكتورة منى هندية مديرة وحدة السياسيات و التخطيط في المجلس الوطني لشؤون الأسرة أشارت لأهمية هذه الاستراتيجية التي ستخرج في شهر تشرين الأول القادم وبجهد تشاركي ما بين المؤسسات الحكومية و القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية وعدد من الأفراد الذين لهم علاقة بالمسنين وقضاياهم.
وبينت هندية أن الاستراتيجية تهدف إلى تحسين نوعية الحياة وتمكين كبار السن من العيش باستقلالية وتوفير أفضل رعاية صحية ممكنة لهم حيث ستعمل على تقوية السياسيات الصحية العلاجية و الوقائية الموجهة للمسنين وضمان بقاء فئة المسنين مستقلة وفاعلة اقتصاديا .
وبينت أن الاستراتيجية ستعمل أيضا على توفير فرص التدريب و التأهيل للمسنين ومراجعة وتطوير التشريعات التي تكفل حماية المسنين إضافة إلى العمل على الموازنة بين دور العائلة ودور الدولة تجاه المسنين.
توحيد الجهود
وما زال التعامل مع كبار السن في مجتمعنا فرديا غير منظم فالمؤسسات التي ترعى مسنين لها تعليماتها وقوانينها التي تستمد بعضا منها من وزارة التنمية الاجتماعية في الوقت الذي لا يولي المجتمع فئة المسنين اهتماما مقارنة بالفئات الأخرى
وتشتت الجهود دفع بالمجلس و الجهات التشاركية أن عمل على إعداد الاستراتيجية التي من المتوقع أن تغطي كافة الجوانب المتعلقة بالمسن سواء من الناحية الصحية و التشريعات و العلاج و السكن و البيئة و العنف الواقع عليهم وتوعية الأجيال على التعامل الصحيح معهم ومراعاتهم من النواحي النفسية.
والمجلس الوطني لشؤون الأسرة يعمل على إعداد هذه الاستراتيجية من منطلق إيمانه بأهمية الاهتمام وتعزيز دور الأسرة الأردنية بكافة أفرادها وخاصة ان كثيرا من الاسر لا تعطي الوقت الكافي للمسنين لكي يتبدد عندهم الشعور بالوحدة و الخوف بعد زواج الأبناء والتقاعد من العمل.
مصادر مختصة في شؤون المسنين أكدت على أهمية إعداد الاستراتيجية مبينة انه تم تشكيل فريق عمل فني من عدد من الوزارات المعنية وممثلين عن المجلس الوطني لشؤون الأسرة والقطاعات التطوعية والخاصة العاملة في هذا المجال إضافة إلى أكاديميين وإعلاميين بحيث سيعمل الفريق على تفصيل أهداف الاستراتيجية ومحاورها الريئسية.
وبحسب المصادر فان إطلاق هذه الاستراتيجية سينظم العمل مع فئة المسنين أسوة بالاستراتيجيات الأخرى التي تتعامل مع فئات عديدة بالمجتمع و الأسرة.
وتبقى قضية احتياجات المسنين وحقوقهم تمثل جانبا انسانيا في مجتمع يتصف بالاهتمام بكبار السن و حياتهم ونوعية الخدمات الصحية المتوفرة لهم و التي يحتاجونها في مثل هذا العمر سواء اكان داخل الأسرة أو في دور الرعاية بحسب اهداف الاستراتيجية.
ويذكر ان نسبة كبار السنة فوق 65 بلغت عام 2004 ( 3ر3 ) من عدد السكان و من المتوقع أن تصل هذه النسبة عام 2020 إلى ( . ، 4% ) تبعا لمعلومات صادرة عن المجلس الأعلى للسكان لعام 2006.