Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 



أسبابها غير معروفة ودوافعها مبهمة ...العنف ضد المسنين ظاهرة مسكوت عنها.. والأبناء المتهم الأول

 

جريدة الشرق
- هديل صابر

18 يُولْيُو 2007

 

 دراسات تؤكد أنَّ المسنين يتعرضون للإهمال داخل مراكز رعاية المسنين د. مروان رمضان يقول: نعم.. هناك حالات عنف حول العالم استقبلها الرميلة معظمها نتاج الإهمال وعدم الرعاية
يوسف المفتاح: نُعَوِّلُ على استراتيجية المسنين..ضماناً لحقوقهم وصوناً لكرامتهم
د. بتول خليفة: كبار السن أكثر مَن يتعرضوا للشتم والإهمال من أسرهم
د. الفرجابي: ازدياد أعداد المسنين في دور العجزة مظهر لا ينسجم وروح الشريعة

 

باتت ظاهرة العنف من أهم المشاكل الاجتماعية التي استرعت انتباه المعالجين والباحثين، فضلاً عن إثارتها اهتمام الجمهور العام في جميع أنحاء العالم منذ العقد الأخير من القرن الماضي، وعلى الرغم من خطورة الظاهرة في معناها الواسع فإنَّ المجتمعات في المقابل - وللأسف - قلَّما تتوقف عند فداحتها ومدى تأثيرها على كبار السن الذين عادة ما يتعرضون لها من قبل أقرب الأشخاص وبالتالي يستعصي على المعنيين اكتشاف مثل هذه الحالات ليسلَّطوا الضوء على أسبابها ودوافعها، سعياً إلى وضع سبل الحماية والرعاية المتبعة لضمان حياة كريمة للمسنين..

 

وتشير الدراسات إلى أنَّ كبار السن في العديد من دول العالم يتعرضون يومياً لسوء المعاملة والعنف سواء جسدياً أو نفسياً أو حتى مادياً من خلال حَجْر بعض الأبناء على آبائهم، كما تؤكد الدراسات أنَّ قضايا الاعتداء على كبار السن وإهمالهم وممارسة العنف ضدهم لا تزال من القضايا الاجتماعية المسكوت عنها بل إنَّ العديد من المسؤولين يتقاعسون عن إيجاد الحلول التي تسهم في علاج هذه الظاهرة الآخذة في الانتشار،حيث ثمة حقيقة تؤكد أنَّ الأبناء يشكلون المتهم رقم واحد في قضايا العنف، ويأتي الزوج أو الزوجة بنسبة الثلث، وتؤكد دراسة لمنظمة الصحة العالمية أنَّ النساء المسنات يتعرضن للعنف بما نسبته 36% من قبل الشباب،بينما المسنون الرجال يتعرضون للعنف بنسبة أقل.

.

وأشارت تقارير إلى أنَّ الإهمال يعد جزءاً لا يتجزأ من العنف، مؤكدة أنَّ عدد الوفيات داخل مراكز رعاية المسنين نتيجة الإهمال قد بلغ حداً خطيراً لابد من الإلتفات إليه والتصدي لمثل هذه التجاوزات..

 

العنف ضدهم جنحة

وفي هذا الصدد لابد من الإشارة إلى أنَّ منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير اعتبرت أنَّ العنف الممارس ضد المسنين سواء كان لمرة واحدة أو متكرراً فإنه يُعَد جنحة خطيرة ضد أشخاص تتعرض حياتهم لخطر الاكتئاب الشديد من جراء تلك الاعتداءات والممارسات المرفوضة..

 

المؤسسة القطرية للمسنين

كما لابد في هذا المقام من التأكيد على أهمية قرار إنشاء المؤسسة القطرية لرعاية المسنين لعام (2002)، بهدف إيواء المسنين الذين تعجز أسرهم عن رعايتهم أو الذين ليست لهم أسر ترعاهم، وتوفير خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية المناسبة لهم، وتوعية الأسر لاحتضان المسنين وتوجيههم لأفضل أساليب الرعاية،والعمل على تأهيل المسنين لمواجهة المشكلات الناتجة عن كبر السن وكيفية التأقلم معها، والسعي نحو إدماج المسنين بالمجتمع كل حسب قدراته واهتماماته.

 

وبالرغم من الدور المنوط بالمؤسسة فإنَّ جهودها لاتتوقف عند هذا الحد بل تسعى لأن تكون الأولى في الدولة المعنية في تقديم الرعاية للمسنين بعيداً عن الحالات التي تحتاج للرعاية السريرية

.

وتسعى دولة قطر ممثلة في قيادتها الحكيمة جاهدةً إلى تقديم كافة الخدمات لكبار السن وتذليل الصعوبات التي تواجههم، وهذا يتضح من خلال العديد من الانجازات والتشريعات وعلى رأسها الدستور القطري الذي نصَّ في مواده على رعاية المسن في ظل الأسرة.

 

وانطلاقاً من حساسية وأهمية الظاهرة ارتأت الشرق طرح هذه القضية لبيان خطورة استشرائها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية على اعتبار أنَّ الدين الإسلامي أوصى بإكرام ذي الشيبة، وبر الوالدين، إلى جانب التذكير بأنَّ تفشي ظاهرة العنف ضد كبار السن جريمة يعاقب عليها المنهج الإسلامي قبل القانون الوضعي.

 

وحول هذا الموضوع التقت الشرق عدداً من المعنيين الذين طُرِحَت عليهم قضية العنف ضد المسنين للتعرف على آرائهم حولها،حيث أكدَّ المعنيون مدى خطورة انتشار هذه الظاهرة لاسيما في مجتمعاتنا العربية، مشددين على ضرورة اتخاذ كافة التدابير التي من شأنها أن تحمي كبار السن من العنف بكافة أشكاله..

 

حالات عنف

في بداية تحقيقنا كانت لنا وقفة مع الدكتور مروان رمضان - استشاري أمراض الشيخوخه وكبار السن مستشفى الرميلة، مؤسسة حمد الطبية - الذي أكدَّ وقوع حالات عنف على المسنين، مشيراً إلى أنَّ مستشفى الرميلة استقبل عدداً من حالات كبار السن تعرضت للإهمال وعدم العناية إما بشكل متعمد أو عن غير قصد، موضحاً عند استقبالهم الحالة يتم التأكد من الأهل عن مصدر الإهمال فإذا اتضح انَّ الإهمال واقع بصورة متعمدة يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات، كما يذهب فريق من المستشفى مؤلف من اختصاصي اجتماعي وممرض للتأكد من مدى ملاءمة المكان صحياً، كما يتم احتضان المسن بالمستشفى لتلقي العلاج اللازم لحين التأكد من أنه سيتلقى الرعاية والعناية الكاملتين من قبل ذويه، كما يتم تثقيف الأسر التي لاتعتني بالمسن من قبيل عدم المعرفة وتوفير كافة الالتزامات التي يحتاجها المسن حتى ندفع الأسر نحو عناية آبائهم وامهاتهم.

.

وقال د. مروان إنَّ أقسى مايواجهنا في المستشفى هو تبليغنا عن حالات عنف جسدي ولكن للآن لم نبلغ عن مثل هذه الحالات التي عادة ما يصعب التعاطي معها لصعوبتها وحساسيتها.

 

سلوك مكتسب

ومن جانبها أوضحت الدكتورة بتول خليفة - أستاذ الصحة النفسية المساعد - كلية التربية - جامعة قطر، قائلةً "إنَّ العنف مرتبط بالجوانب النفسية أي أنه سلوك مكتسب وهو محصلة لتاريخ سابق محيط مليء باليأس، ويشمل ذلك العنف سلوكا مدَّعما من الماضي والحاضر مما يكفل له الاستمرار والبقاء في المستقبل حيث يعود العنف ضد الوالدين إلى خبرات الأبناء في طفولتهم، حيث إنَّ الأسرة التي يسودها العنف تتسم بخصائص بيئية محددة تتمثل في انخفاض مستوى التفاعل الأسري وزيادة ضغوط الحياة والصراعات داخل الأسرة، وعدم السعادة الأسرية المنزلية وكثرة اللوم بين أفراد الأسرة وبين الوالدين، والنقد والشكوى المستمرة، وتقليل كل طرف من مكانة الطرف الآخر بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية التي تتمثل في عدم الاستقرار في العمل وعدم الرضا عن الدخل.

 

واضافت قائلةً "إنَّ العنف الأسرى على اعتباره ظاهرة عالمية فإنه سلوك شائع في ثقافات عديدة مع اختلافات في درجة الخطورة والمسببات والآثار المترتبة على ممارسته، ومع كل الاهتمام الإعلامي بالمشكلة فلا تزال مظاهرها تشهد بوجود انحراف ما في حياة الإنسان المعاصرة إما نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة، أو لتعقد الأدوار الاجتماعية وضعف العلاقات الاجتماعية، أو لانهيار القيم التقليدية التي شكلت حماية للأفراد سابقاً، أو نتيجة للبث الكثيف لأنماط وأساليب العنف الأسري والرؤى الإعلامية - على نطاق دولي - في ظل انهيار الفواصل بين القيم والثقافات المختلفة، مما قد يشكل سبباً من أسباب ظاهرة العنف الأسري في المجتمع".

 

وأكدت أنَّ العنف ليس مقتصراً على فئة في المجتمع دون غيرها وإنما يشمل جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية ويتقلص العنف نحو كبار السن منذ نشأة الإنسان الأولي أي أنه كلما ارتبط الإنسان بأسرته التي تعمل على إشباع احتياجاته النفسية والاجتماعية والالتزام بالقيم الدينية وقيم الحب والتعاطف والانتماء تعلمه أن يكون مخلصاً لها عند الكبر.

 

واستطردت قائلةً "يعتبر العنف أحد إفرازات البناء الاجتماعي ويحدث عندما يفشل المجتمع في تقديم ضوابط قوية على سلوك الأفراد، كما أن العنف نتاج الاحتياجات التي تحدثها عمليات عدم العدالة - اللامساواة بين أفراد أو مكونات الأسرة، ويمكن تعلم العنف الأسري داخل الأسرة والمدرسة، ومن خلال وسائل الإعلام وهو سلوك ينتقل عبر الأجيال من خلال الخبرات التي يمر بها الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة والتي تشكل شخصيته عند البلوغ وهناك قاعدة تقول "إنَّ الطفل الذي يتسم بالعداء في الصغر.. وليد أسرة عدوانية والطفل الذي يتسم بالتعاون في الصغر.. وليد أسرة يسودها الحب والمودة".

 

الإساءة والإيذاء

وأشارت د. خليفة إلى أنَّ العنف الأسري هو جميع الأعمال التي ترتبط بالإساءة أو الإيذاء من طرف ضد طرف أو أطراف داخل العائلة الواحدة، وقد تظهر أنواع الإساءة أو الإيذاء في شكل مادي أو معنوي، بمعنى أن الإيذاء الجسدي ليس وحده المقصود، بل هناك أنواع أخرى من الإساءة التي تصدر من الطرف القوي في الأسرة ضد طرف أو أكثر ولا تتضمن أي نوع من الإيذاء الجسدي ولكنها تدخل في نطاق العنف المعنوي مثل الجو المحتقن وبشكل مستمر بين أفراد الأسرة والذي تعيشه بعض الأسر وينتج عنه عداءات وأحقاد خطيرة.

 

ومنها سوء معاملة كبار السن وتبرز هذه الظاهرة عند رعاية كبار السن على صورة إهمال، وسوء معاملة، وعدم مراعاة الضعف النفسي والجسماني لهؤلاء الشيوخ، إلى جانب الخلاف والصراع بين أفراد الأسرة من أبناء وبنات وزوجات الأبناء على من هو المسؤول عن العناية بالمسن (الكل يحاول التنصل بشكل أو بآخر أو اتهام الآخرين بالتقصير) وأحياناً قد يتم استغلال ضعف هؤلاء (المتقدمين بالعمر) من خلال الاستغلال المادي والتلاعب والضغط على إرادتهم بهدف الاستئثار بأموالهم على حساب بقية المستحقين، واستشهدت د. خليفة بآيات من القرآن الكريم تبين أهمية رعاية الوالدين كبار السن وعدم تعريضهم لكافة أشكال الإهمال والعدوان بقوله تعالى (ووصَّينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير). وقد قال (صلى الله عليه وسلَّم) في كبار السن: (ما أكرم شابٌ شيخًا لسنِّه إلا قيَّض الله له من يكرمه عند سنه) أخرجه الترمذي، ولأجل ذلك تكررت الوصايا في كتاب الله تعالى والإلزام ببرهما والإحسان إليهما، والتحذير من عقوقهما أو الإساءة إليهما، بأي أسلوب كان، وقال الله تعالى (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً).

 

وأوضحت د. خليفة قائلةً "لقد أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أن كبار السن «65 سنة فأكثر» يتعرضون للعنف من قبل أسرهم من خلال الشتم أو الإهانة والضرب.

مشيرة إلى أنَّ الجهل، وسوء التربية، وتناقض الوالدين فيعلمان أبناءهما ما لا يفعلانه، الصحبة السيئة للأبناء، نماذج عقوق الوالدين في الصغر، قلة تقوى ومخافة الله وعدم إتباع تعاليم ديننا الحنيف، التفرقة بين الأبناء، قلة صبر الأبناء على والديهم كبار السن، سوء خلق الزوجة على والدي الزوج كبيري السن، قلة الإحساس بمشاعر الوالدين وما يواجهانه من مشكلات نفسية وطبية، وكثرة التأفف والانزعاج من شكوى الوالدين من التعب والمرض ومن المعلوم أيضاً.. أن الإنسان إذا تقدم في السنّ، وبلغ من الكبر عتياً.. فإنه تكثر أمراضه وأوجاعه، فيعاني آلام مرض الشيخوخة ولربما أُصيبَ بمرض ارتفاع ضغط الدم والسكري، وانحناء الظهر وترهّل الجِلْد، فيحتاج إلى من يهتم به، ويراعي مشاعره وأحاسيسه، فقد يغضب لأِتفَهِ الأسباب، وتستفزُّ مشاعره أبسط التصرفات فهو بحاجةٍ إلى مزيدٍ من العنايةِ والرعايةِ، والأخذ بخاطره كما يقال.

 

وإذا تقدم به السنُّ، فإنه يكثر السؤال إلى من حوله وأحيانا ما تكون أسئلة لا تعنيه فقد يسأل من حوله مثلاً: من الذي طرق الباب؟! من الذي جاءكم؟ فيما كنتم تتحدثون؟ أسئلة كثيرة، لربما لو سمعها الابن ولم يكن لديه إيمانٌ قوي أو بقية من عطف وحنان وشفقة يصرخ بوجه والده أو والدته ناهراً أو رافعاً يده في وجههما أو مرتكباً أعمالاً لا تليق وكان عليه أن يصبر كما أمرنا في ديننا الإسلامي، وكيفينا رسول الله (صلى الله عليه وسلَّم) «كُلُّ الذُّنُوبِ يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنْهَا مَا شَاءَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إ فعلوا هذا؛ فإنَّ والديهم بلا شكٍ سيُكبرون منهم هذا الفعل.

 

مسؤولية وسائل الإعلام

وحملًّت د. خليفة وسائل الإعلام مسؤولية تشويه علاقة الأبناء بآبائهم، متمنية على هذه الوسائل أن تؤدي دورها في تعزيز دور المسنين في المجتمع، وتجميل صورتهم التي تدل على العقل والرزانة والصبر والاحتمال والقدرة على حل المشكلات والمساعدة في وضع الحلول، بدلاً من إظهارهم بدور العاجز المسكين.

 

وأكدت د. خليفة على أهمية دور الأسرة الممتدة في حل كثير من المشكلات التي تعترض الأسرة خاصة في ظل غياب الأم والأب في العمل لساعات طويلة فبدلا من ترك الأبناء مع الخدم لإدارة شؤونهم يكون الأبناء تحت مرآى ومسمع الجد والجدة، الأمر الذي سيصب في مصلحة الجميع وحقيقة يقومان به بكل رحابة صدر وحب وامتنان وشعور بأهميتهم ومكانتهم التي لا ينتهي دورها في المجتمع.

 

الإسلام دينٌ عظيم

وعلًّق الدكتور أحمد الفرجابي - مستشار تربوي بالشبكة الإسلامية - على ظاهرة العنف ضد المسنين من جانب ديني قائلاً "إنًَّ الإسلام دين عظيم حثَّنا على توقير كبير السن مع ضرورة العطف عليه، وعدم إظهار ملامح الضجر من تصرفاته حتى لو كان مجرد التأفف لقوله تعالى «ولاتقل لهُما أُفٍ ولاتنهرهُما وقل لهما قولاً كريماً»، متسائلاً عن الأسباب التي تدعو بعض الأبناء للحجر على والديهم أو ابعادهم عن أعين الناس أو مدَّ اليد للعدوان عليهم، مشيراً إلى أنَّ هذا التصرف لا يصدر إلا من إنسان نُزِعت من قلبه الرحمة ولن يموت إلا أن يذوق من هذه الكأس المرَّة لأنَّ الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان.

 

.. وعلى الفرد ألا يظهر استياءه أو تأففه من رغبات الكبار لما لهذه الأفعال من آثار سلبية على نفسياتهم ،بل عليه أن يظهر الموافقة لهم وعدم مخالفتهم وعدم النسيان بأنهم هم السبب في وجودنا بعد الله تعالى.

وأضاف د. الفرجابي قائلاً "إنَّ ازدياد أعداد كبار السن في دور العجزة والمسنين في ديار المسلمين يعتبر مظهراً يخالف روح الشريعة التي أكدت أن الجنة تحت أرجل الأمهات وأن طاعة الوالدين وبرهما والإحسان لهما مما يجلب رضا رب الأرض والسموات.

 

وعلق د. الفرجابي على وجود المؤسسة القطرية لرعاية المسنين متمنياً أن يكون لها دور في نشر الوعي بين الأجيال فيما يتعلق برعاية الوالدين، والاهتمام بذويهم وزيارتهم.

ودعا د. الفرجابي المؤسسة القطرية لرعاية المسنين إلى أن تمد جسور التواصل مع وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بتضمين المناهج الدراسية دروساً تعنى بفضل احترام وطاعة الوالدين وعقاب كل من يحاول أن يتنصل من مسؤولياته تجاه والديه اللذين بذلا ما في وسعهما من مال وجهد ووقت لتربيته وحمايته.

وأكدَّ د. الفرجابي أهمية الدور الملقى على عاتق المؤسسة القطرية لرعاية المسنين في التركيز على مفهوم رعاية الأبناء لآبائهم في الإطار الأسري الأمر الذي يسهم بالفعل في تحسين صحة الوالدين لاسيما إذا كانا يعاملان معاملة طيبة.

 

موضوعات مسكوت عنها

وفي ختام التحقيق كان لابد أن نتوقف عند المؤسسة القطرية لرعاية المسنين للتعرف على ما إذا استقبلت أي نوع من أنواع العنف، حيث كانت وقفتنا مع السيد يوسف المفتاح - المدير العام للمؤسسة القطرية لرعاية المسنين - الذي استهلَّ حديثه، مؤكداً أهمية طرح مثل هذه الموضوعات المسكوت عنها بهدف توعية المجتمع بضرورة رعاية المسنين وتوقيرهم من منطلق ديني واجتماعي.

 

وأوضح السيد المفتاح قائلاً "إنَّ المؤسسة القطرية لرعاية المسنين تُعَول كثيراً على الاستراتيجية الوطنية للمسنين التي يعكف على إعدادها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، مشيراً إلى أنه مع اعتماد الإستراتيجية سيكون هناك العديد من التشريعات التي ستعنى بحماية حقوق المسنين وستعزز دورهم في المجتمع، كما ستمنح الاستراتيجية للمؤسسة فرصة لأن تكون هي الجهة المعنية بمتابعة شؤون المسنين خاصة ممن هم ليسوا بحاجة للرعاية السريرية".

 

أهداف المؤسسة

وقال السيد المفتاح إنَّ المؤسسة القطرية لرعاية المسنين تتبنى جملة من الأهداف تتلخص في: إيواء المسنين الذين تعجز أسرهم عن رعايتهم أو الذين ليست لهم أسر ترعاهم، وتوفير خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية المناسبة لهم، وتوفير الخدمات والرعاية للمسنين في مساكنهم وبين أسرهم، وتوعية الأسر لاحتضان المسنين وتوجيههم لأفضل الأساليب، والعمل على تأهيل المسنين لمواجهة المشكلات الناتجة عن كبر السن وكيفية التأقلم معها، ومحاولة إدماج المسنين في المجتمع كل حسب قدراته".

واختتم السيد المفتاح حديثه داعياً كافة جهات الدولة للتعاون مع المؤسسة لدعم فئة كبار السن بهدف تفعيل دورهم بالمجتمع وكسر أطواق العزلة التي تحيط بها بسبب جحود بعض الأبناء والأسر لهم ولتاريخهم المليء بالتضحيات

 


 الرجوع إلى الصفحة العربية


 للمزيد من المعلومات عن حقوق المسنين إضغط هنا 



Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us