معاقون ومتسولون تحت رحمة المارة وجحيم
الشوارع
سهبر
بشناق
الرأي، مايو 2008
لم يستطع (ابو محمود) ان يدرك الخطر الكبير الذي كان يحدق به اثناء محاولة قطعه الشارع ، الا عند سماع كلمات الغضب واللوم الصادرة بحقه من قبل احد السائقين
ابو محمود - الكفيف - الذي تعرض لهذا الكم من الغضب والشتم من قبل سائق ، اكتشف لاحقا اعاقته ،اصبح يشكل حالة تتكرر اخيرا بشكل ملحوظ حيث يتعرض ذوو احتياجات خاصة او اطفال لخطر حقيقي نتيجة عدم قدرتهم على تجنب مخاطر الطرق خاصة حوادث الدهس منها
ابو محمود الذي خرج من بيته ليمد يده للآخرين طالبا المساعدة وهو كفيف كان يمكنه ان يفقد حياته في لحظة ولا يعود لاسرته واطفاله الذين ينتظرونه
ورغم ظروفه الاجتماعية والاقتصادية السيئة الا ان خروجه بمفرده وهو غير قادر على الرؤية واستغلال اعاقته لكسب عطف المواطنين يعد قضية اجتماعية تعرض ذوي الاحتياجات الخاصة لخطر حقيقي
مشهد اخر، الطفلة (بيان) - التي تنتقل بمساعدة شقيقها بكرسيها المتحرك بين السيارات طلبا للمساعدة يعكس مدى الاستغلال الواضح الذي تتعرض له هذه الفئات باختلاف اعاقاتها اعتقادا بان تعاطف المواطنين سيكون اكبر مع هذه الفئات ماديا
بيان - عشر سنوات - اعتبرت ان اوضاع اسرتها المكونة من سبعة افراد وعدم قدرة شقيقها على توفير الأساسيات لهم دفعتهم لاقناعها بالخروج للشارع طالبة المساعدة ، لكن نظرات الحزن والالم البادية على وجه هذه الطفلة تدل على ان المعاق لا يرضى بالرغم من ظروفه الاجتماعية والمادية بعرض اعاقته بهذه الصورة المؤلمة له
وتقول بيان التي كان شقيقها بانتظارها ''اعلم ان الجميع ينظر لي بالشفقة كوني مقعدة لكن لا يوجد امامي سوى هذا الطريق لمساعدة اسرتي
..''
خروج ذوي الاحتياجات الخاصة للشارع بقصد التسول وخروج الاطفال من منازلهم بقصد التسول ايضا قد يكون سببا في تعريض حياتهم للخطر دون ان يدركوا ذلك او يتجاهلونه بغية الحصول على المساعدة المالية
مصدر مختص في وزارة التنمية الاجتماعية اشار الى حرص الوزارة على مكافحة التسول بكافة اشكاله خاصة مع اقتراب فصل الصيف
واضاف ان الوزارة تكثف حملاتها التفتيشية الدائمة للوصول الى المتسولين ودراسة أوضاعهم ومعرفة الاسباب الكامنة وراء تسولهم مشيرا الى ان ذوي الاحتياجات الخاصة من المتسولين يتم تحويلهم مباشرة للمراكز المعنية بالتعامل معهم اضافة الى الاطفال المتسولين الذين يتم التعامل معهم تبعا لاوضاعهم مؤكدا ان هؤلاء الاطفال يجبرون على الخروج للشارع من قبل اسرهم التي تراقبهم اثناء تسولهم في اغلب الحالات
مشهد اخر ، يتعلق بخروج مسنين من منازلهم الى الشوارع ، قد لا يكون التسول دافعهم ، فيصرون في كثير من الاحيان على الخروج من المنزل اما بهدف التسوق او القيام باجراء بعض المعاملات مما يساعدهم في تعبئة اوقات فراغهم خاصة بعد التقاعد من العمل ،وهذا الامر يشكل ايضا خطورة على حياتهم خاصة في ظل انتشار حوادث الطرق والدهس على وجه التحديد
يقول مروان - مهندس - ان والده يبلغ من العمر 70 عاما ويصر يوميا على الخروج من المنزل للذهاب للسوق لشراء مستلزمات المنزل بالرغم من وجود سائق يمكنه ان يقوم بهذه المهمة لحين عودة الابناء من عملهم
ويضيف ''بعد تكرار حوادث السير وقصص الاسر التي فقدت ابناءها اصبحنا نشعر بالخوف من فكرة خروج الوالد من المنزل بمفرده خاصة وانه يرفض ان يرافقه احد على اعتبار انه لا يزال قادرا على المحافظة على حياته''
ويشير الى ان فكرة خروج كبار السن من منازلهم بمفردهم فكرة غير سليمة حتى ولو كانوا لا يعانون من اية امراض قد تمنعهم من الخروج لان التقدم بالسن له محاذير يجب ان ندركها منها ضعف السمع والبطء في المشي اضافة الى امور أخرى قد تكون سببا من اسباب تعريضهم للخطر
(ام سلمان) - تعيش وزوجها - 66 عاما - بمفردهما بعد زواج ابنائهما ، تقول ''ادرك معاناة الرجل بعد التقاعد فهو يجد نفسه فجأة في عزلة عن الاخرين مما يشعره بالاحباط والياس ، لهذا لم احاول منع زوجي من الخروج لقضاء كل احتياجات المنزل خاصة وانه لا يعاني من اية امراض باستثناء السكري''
واضافت ''لقد تعرض زوجي قبل عام لحادث دهس من قبل احد السائقين في حين كان يستعد لقطع الشارع مما ادى الى اصابته برضوض مختلفة لم ينتج عنها اصابات بليغة بالرغم من فقدانه الوعي لايام قليلة''
حالات عديدة لفئات الاحتياجات الخاصة والاطفال وكبار السن التي تعرض نفسها يوميا لخطر كبير بسبب وجودها بالشارع دون وجود مرافق باتت اليوم مشكلة تثير القلق والخوف لاسرهم التي في كثير من الاحيان تدرك مخاطر ما يمكن ان يتعرضوا اليه لكنها لا تمتلك القدرة على منعهم من ذلك
فالسائق الذي يقود سيارته بسرعة ولا يراعي قواعد المرور قد يكون احد العوامل الاساسية لحوادث الطرق لكن الاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والكبار الذين برغم تقدم اعمارهم يصرون على الخروج دائما بمفردهم .... وهذه عوامل تؤدي ايضا لزيادة حوادث الطرق وخاصة الدهس منها لتصبح المسؤولية مشتركة بين جميع الاطراف
Copyright
© 2002 Global Action on Aging
Terms of Use |
Privacy
Policy | Contact Us
|