هل
يحتاج كبار
السن الى
معاملة خاصة؟
د.
محمد عبد
الكريم
الشوبكي-
جريدة الرأي
15
أكتوبر 2008
العالم
مع كل تقدم في العمر يحصل إضطراب خفيف في الذاكرة وقلة في حجم الدماغ وتحطم بعض الخلايا العصبية وهذا الأمر طبيعي ولا يعتبر خرفاً .
وينتاب الإنسان مع تقدم عمره كثيراً الكآبة والتي قد تلتبس على الآخرين بأنها نوع من الخرف، بسبب العزلة أو إضطراب الإستيعاب ، وبطء التفكير ، والنسيان ، والسرحان ، والغضب ، والعنف أحياناً .
أن 50% من الذين يبلغ عمرهم 85عاماً فما فوق لديهم خرف ، إن الخرف ليس أمرا طبيعيا يحدث نتيجة العمر ، فكثير من الناس يعيشون( 90-100) عاماً بدون أية أعراض للخرف ، أنها مشكلة الدماغ في الذاكرة والتعلم والتعامل والاهتمام بالذات وتغير الشخصية ،وإضطراب المزاج .
أن الخرف ليس مرضاً بل ناجم عن إصابة دماغية( موت الخلايا العصبية ) تؤدي إلى إضطراب الذاكرة (خاصة الحديثة) وإضطراب السلوك والعاطفة . وقد تؤدي إلى الأوهام والهلاوس المتعددة البصرية خاصة والسمعية أحياناً في الحالات الشديدة .
أما عن الأسباب فهي متعددة وأكثرها شيوعاً مرض ( الزهايمر ) الذي يصيب الأشخاص ما بعد سن 65 عام وفي بعض الأحيان فإن الأشخاص في سن ثلاثون عاماً عرضة للإصابة بسبب تدخل العامل الوراثي .
والسبب الآخر تكرر الإصابة بالجلطات الدماغية الناجمة عن أمراض القلب أو إرتفاع الضغط ، أو سكر الدم والدهنيات ، والنقص الحاد المزمن لفيتامين ب 12 .
الأعراض الشائعة :ـ
1. إضطراب الذاكرة قريبة الأمد :ـ كثرة نسيان أحداث وأمور من فترة .... دقائق ، ساعات ، وتكرار سؤال نفس السؤال رغم الإجابة المتكررة .
2. عدم القدرة على إنجاز الأعمال البسيطة التي أعتادوا عليها سابقاً .
3. إضطراب اللغة ونسيان الكلمات البسيطة وإستخدام كلمات خاطئة وصعوبة فهم ماذا يريد المريض .
4. عدم إدراك ومعرفة الأماكن المعروفة والزمان والأشخاص .
5. تدن القدرة على الإستنباط والإستنتاج والتحليل .
6. تغيرات مزاجية متعددة ، تأرجح المزاج من الهدوء إلى الفرح إلى الغضب والعنف خلال دقائق .
7. قلة الدافعية والرغبة والحافز.
8. العزلة الإجتماعية وكثرة الحديث النمطي في نفس الموضوع وتشتت الحديث والاسهاب في الاحداث القديمة .
تزداد الحالة سوءا في حال التعرض لأمراض عضوية ، وفي حصول إرتفاع الحرارة ، وإضطراب الشهية ، ونقص التغذية ، وإضطراب أملاح الدم ونقص الأوكسجين الواصل للدماغ لأسباب مرضية ( أمراض القلب ، الرئة ...الخ ) ونقص فيتامين ب12 وفقر الدم ، والإعاقات السمعية والبصرية (التي تحتاج إلى التصويب) . والضغوطات النفسية (كثرة الحديث والمناقشة معهم والازعاج ، ومحاولة تعليمهم أمور جديدة ذات صعوبة ، ووجود الخلافات العائلية على مسامعهم ، ومرض الزوجة أو الزوج أو الأبن أو الفقدان لإحدهم ، وإصابتهم بأمراض نفسية فهم خميرة جيدة للإصابة بالإكتئاب ، والوسواس ، والفزع ، والهوس ، والقلق ، والذهان ).
وتحتاج هذه الحالة إلى الإشراف الطبي النفسي لمعالجة إضطرابات النوم ، والأكل ، والمزاج ، والسلوك المضطرب وأية أوهام، ومحاولة تحسين التركيز، ومنع تدهور وضع الدماغ لأسباب وأمراض عضوية آخرى من شأنها إعاقة الدماغ ، وتعليم العائلة أو من يخدم المريض كيفية التعامل معه بسبب خصوصية هذه الحالة المحرجة من الناحية النفسية العضوية.
الخدمات العائلية للمريض المصاب بالخرف :ـ
أما عن الخدمات و المساعدات العائلية لحالة المريض :ـ تحتاج هذه الحالات إلى المراقبة والإشراف خوفاً من إيذات الذات او غيرها ،ومساعدتهم في تلبية حاجاتهم البيولوجية من مأكل أو إستحمام ، أو لبس ، وتنزّه .
إزالة المواد الحادة مثل السكين ، الزجاج ، المواد قابلة للإشتعال ، المدافئ ، الأجهزة ذات التماس الكهربائي، إغلاق أية مصادر للمنزل يمكن السقوط منها او الخروج بدون مراقبة أن تكون الحمامات ايضاً أمنة من حيث عدم وضع الماء في درجة عالية الحرارة .
تتأثر حالة المرضى (بالإزعاج) مما يؤدي إلى إضطرابات سلوكية ونوبات من الغضب الشديد ولذلك ننصح بتخفيض ما أمكن من الأصوات المزعجة ، وكثرة الحركة ،وكثرة الزيارات أو التنقل وكثرة الحديث معهم ، وإغلاق التلفاز في حال عدم إستخدامه ، وإحتواء المكان على أبسط الأثاث ، والإضاءة الجيدة ،وتكرار تعريف الشخص بذاته في حال إرتباك المريض، ومنعهم من قيادة السيارة لتفادي الحوادث بسبب تدني التركيز والإنتباه وردود الفعل الذهنية لقيادة المركبة .
More Information on World Health Issues
Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use |
Privacy Policy | Contact
Us
|