علم المسنين .. هل تعلمون عنه؟
الاتحاد
علمت من طبيبة إماراتية
درست الطب لفترة في مملكة السويد، أن هناك تخصصاً في بلدان غربية تحت
عنوان علم أو تخصص المسنين والكبار، يقصد بهم كبار السن، حيث درست هذه
الطبيبة بشكل جزئي مواد تتعلق بطريقة التعامل مع هذه الفئة، وبما أننا
جميعاً نسكن بيوتاً لا تخلو من مسنين وكبار، غالباً ما يكونون شديدي
الالتصاق والقرب منا، فنحن إذن بحاجة لأن نتعرف إلى الطريقة المثلى
للتعامل معهم، لأنهم فعلاً يشكلون مأزقاً نفسياً كبيراً وضغطاً حقيقياً
للذين لا يعرفون نفسياتهم، وبالتالي لا يجيدون التعامل معهم.
هذه
الفئة من الناس، وغالباً ما نتحدث هنا عن آبائنا وأمهاتنا، وأحياناً
جداتنا أو والدي الزوج أو الزوجة إذا صادف أن جمعتنا بهم حياة واحدة تحت
سقف المنزل ذاته، هؤلاء يتحولون مع التقدم في العمر إلى أشخاص شديدي
الحساسية، كثيري التذمر والسخط من كل شيء، يصبحون – رغماً عنهم – متطلبين،
غير مبالين بالآخرين، ناقمين، انتقاديين لكل ما يرونه ويقدم لهم، لا شيء
ينال استحسانهم، الطعام لا يريدونه بارداً، فإن جاء ساخناً غضبوا، المقعد
غير مريح، فإن تم تغييره استاؤوا لأنهم اعتادوا على ذلك الذي استبدل بآخر،
ضوضاء الصغار تحرمهم من النوم والراحة، فإن منع عنهم الأطفال تحدثوا عن
مؤامرة لعزلهم وعدم السماح للأطفال بالاقتراب منهم..... وغير ذلك كثير.
كل
ما يتراءى للكبار قد لا يكون له أساس من الصحة، وغالباً ما تكون ردات فعل
المحيطين بهم ليست كما يجب، فهؤلاء ليسوا أشخاصاً ذوي أهلية طبيعية كي
نتعامل معهم بطريقة ندية، علينا أن نتفهم دوافع هذه السلوكيات لنتمكن من
معالجة المواقف كي لا تتحول إلى صراخ وغضب يخرجاننا من دائرة الهدوء
والتحكم إلى دوائر لا تحمد عقباها، وأهمها إغضابهم ودفعهم لطلب مغادرة
المنزل أو التزام الصمت، وفي أسوأ الحالات وأقساها وضعهم في دور المسنين!!
علينا
أن نعرف جيداً أنه ليس من السهل أن يتحول من كان في يوم من الأيام آمراً
ناهياً موجهاً، أقصد الأب أو الأم أو كليهما، إلى شخص بلا دور ولا قيمة
ينتظر من أبنائه - الذين لا يزال يراهم صغاراً – زيارة خاطفة قد لا تأتي
أو وجبة طعام تأتي بيد خادمة متبرمة في أغلب الأحيان، هؤلاء الناس كانوا
محور الحياة في منازلهم، وكنا نحن من يدور حول ذلك المحور، كانوا يتحكمون
في حياتنا وينفقون علينا وكانوا باختصار المديرين التنفيذيين الأكثر
توهجاً في بيوتهم ولكل الأشخاص المحيطين بهم.
ليس
من السهل عليهم أن يتقبلوا كونهم أصبحوا في هامش حياة المنزل والأبناء وكل
الحياة، لا دور ولا عمل ولا كلمة ولا تأثير، يبدو الأمر قاسياً وصعباً،
ولنتخيل أنفسنا بمجرد أن ندخل حياة التقاعد من العمل، كم تنتاب الواحد منا
حالات من الضيق والاكتئاب والغضب والنرفزة وافتعال المشاكل، فقط لمجرد
إشعار الآخرين بأهميتنا، الكبار يعودون كالأطفال في نهاية العمر والتعامل
مع الطفل صعب جداً، ولذلك كان أمر الله واضحاً “فإما يبلغن عندك الكبر
أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولاً
كريماً....”.
الغرب
انتبه لهذا الأمر وأفرد في كليات الطب تخصصاً للكبار، ما أحوجنا له في
جامعاتنا أو على الأقل في دفع بعض أبنائنا لدراسته، ليتمكن من لديهم هذه
المشكلة من حلها عن طريقة مراجعة هذه الأقسام ..
الشكر
وكل الشكر لك على طرح هذا المقال الفعال اللذي تناول قضية انسانية مهمة
تخص الروابط الاسرية, في ظل عصرنا الحالي الذي يتصف باللايقاع السريع, و
التغير المستمر مما يذكرنا بالانتباه للقيم الاجتماعية العائلية.
جزاكي
الله كل خير على الموضوع الرائع كنت اتمنى منحي استكمال الموضوع وطرح
الحلول والأسباب بشكل مفصل. كما اني ارى سبب مايحدث في العلاقة مع المسنين
سببه الرئيسي كبر حجم المسؤوليات والمشاغل الاتي لا تنتهي واللتي جعلت من
الشباب ان يتوقعون سرعة النتائج ولا وقت للمطالة وارضاء الغير. من واقع
الحياة, رأيت المسنين في أعظم حالاتهم بسبب حفظهم لكتاب الله عز وجل, وكم
تمنيت ان يكون كل مسن حافظ للقرآن. اروع ما رأيت, الشيخ نهيان بن مبارك
يقوم بخدمة والده رحمة الله عليه, رغم وجود الخدم لكنه كان حريصا جدا على
ان يقوم هو بنفسه بخدمة والده. شكرا لتلك الدروس
|