Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأسباب الحقيقية لم تعرف بعد.. تضخم البروستات يتزايد مع تقدم العمر

الرياض- د. أحمد شبيب

السعودية

17/02/2006

يعتبر البروستات عضواً مهماً في جسم الإنسان، فهو الذي يعمل على انتظام العملية التناسلية بصورة طبيعية وفاعلة، وفي بعض الأحيان قد يتضخم البروستات الحميد ما يؤدي إلى حدوث ضغط على مجرى البول وبالتالي حدوث مشكلات تعوق حركة التبول.
وقد عرف تضخم البروستات الحميد كمرض منذ القدم كونه يؤدي إلى اضطرابات في الوظائف البولية، فقد أورده الفراعنة في كتاباتهم القديمة، كما أشار إليه هيروقراط بعدهم بحوالي ألف سنة.
ومع التقدم العلمي بينت الدراسات الحديثة التي أجريت أن هذا المرض يتزايد مع تقدم الإنسان في العمر إلى درجة أن (51%) من الرجال ممن تتراوح أعمارهم بين (60 إلى 69) عاماً مصابون به.
وتبدأ أولى التغييرات التي يتعرض لها الرجال عادة من (35) سنة، وذلك على شكل خلايا عقدية مركبة يمكن ملاحظتها من خلال المجهر، حيث تتجمع في مجرى البول وتنمو حولها لاحقاً أنسجة غدية يتزايد حجمها خلال عدة سنوات مؤدية إلى حدوث تضخم في البروستات الحميد.
وقد أثبتت الدراسات التي أجريت في العالم أن معظم الذكور من المحتمل أن تتكون لديهم هذه الظاهرة وذلك مع تقدمهم في السن.
مجرد فرضيات!
بالرغم من الدراسات العلمية العديدة التي أجريت حول ذلك إلا أنه لم يتم حتى الآن تحديد الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة.
وهناك عدة فرضيات تحاول تفسير ذلك، معتمدة على الفحوص النسيجية المخبرية وما يصاحبها من تغييرات نتيجة تقدم السن.
إلا أن هناك عاملين يؤدي توفرهما إلى حدوث هذا المرض، أولاهما: وجود هرمون ذكري يطلق عليه اختصاراً (DHT)، وثانيهما : تقدم العمر.
وبما أن التضخم ينمو بشكل تدريجي، فإن التغييرات التي قد تحدث في طريقة التبول والمثانة تأخذ في النمو ببطء، وذلك بسبب ارتفاع ضغط المثانة، وكذلك الضغط الذي يتعرض له الحالبان والكليتان، ما يؤدي في النهاية إلى ضعف مجموعة عضلات المثانة وتشكيل ما يسمى بفتوق المثانة، ويقصد بها عدم إحكام المثانة وضعف عضلاتها وزيادة حجمها، ما يؤدى بالتالي إلى عدم إفراغ البول بشكل كامل وسليم، وينتج عن ذلك زيادة كميات البول المتبقية في المثانة وحدوث ضغط على الكليتين والجهاز البولي يؤدي إلى حدوث ألم كلوي حاد.
أعراض التضخم
تكون على شكل انسدادات وتهيجات مختلفة،ومن الأعراض الانسدادية التي تحدث للشخص المصاب بتضخم البروستات: نقص وضعف في حركة جريان البول وصغر حزمته، وهو أول الأعراض الظاهرة التي يمكن مراقبتها.
كما تصبح هناك صعوبة في خروج البول نتيجة تهيج المثانة لفترة طويلة وانقطاع في البول لعدم تمكن المثانة من إخراجه للنهاية بشكل سليم.
وفي بعض الأحيان يخرج البول بصورة متقطعة على شكل قطرات ما ينتج عنه عدم إفراغ كامل له للأسباب نفسها التي تم ذكرها سابقاً.
وهناك أيضاً أعراض تهيجية تحدث بسبب تضخم البروستات تتمثل في زيادة عدد مرات التبول نتيجة عدم إفراغ المثانة من البول بشكل كامل وخصوصاً إذا ازداد حجم البروستات.
ومن الأعراض الأخرى: تكرار عدد مرات التبول خلال الليل، إضافة إلى عسر التبول، وهو أمر ليس شائعاً كثيراً بسبب عدم توافق ضغط المثانة مع العضلة المسؤولة عن عملية الفتح والإغلاق.
ومن الأعراض أيضاً ما يسمى بالسلس البولي الذي يعني امتلاء المثانة بشكل كامل بالبول، وفي بعض الأحيان يحدث توسع في الحالبين وألم للكليتين، ما يؤدى إلى التهاب حاد من الممكن أن يكون سبباً رئيساً في حدوث احتباس شديد للبول لدى المصابين بتضخم البروستات الحميد نتيجة التعرض للبرد أو تعاطي الكحول وتناول المسكنات والمهدئات العصبية والنفسية.
كما أنه من الممكن أن يحدث لدى المصابين تغير في عملية البراز، وفي مرحلة متقدمة من المرض ومع وجود كمية كبيرة من البول في الحالبين فقد يؤدي ذلك إلى حدوث التهاب في المثانة والكليتين وآلام في الجانبين مع عسر شديد في التبول قد ينتهي إذا أهمل للفشل الكلوي، خصوصاً إذا كان هناك التهاب سابق في البروستات.
كما أن الامتلاء الكامل للمثانة بالبول يؤدي في كثير من الأحيان إلى تكوين حصيات تسبب تقطيع وعدم انتظام في عدد مرات التبول.
أما إذا كانت البروستات هشة وضعيفة مع حصيات والتهابات حادة فإن النتيجة تكون خروج بول دموي يمكن ملاحظته إما من خلال الفحوصات المخبرية، وإما المجهرية.
مؤشرات على الفشل الكلوي
هناك أيضاً علامات وأعراض سريرية عديدة تحدث نتيجة تقدم المرض، حيث تظهر مؤشرات على الفشل الكلوي يرافقه سرعة في التنفس والنبض لدى الشخص المصاب بسبب فقر الدم ووجود رائحة حمضية في التبول أو ما يسمى (بالاستقلاب الاحمضاضي)، بالإضافة إلى شحوب وازرقاق في شكل الأظفار ولونها.
ويصاحب ذلك نقص في القدرة على التركيز واعتلالات عصبية، وإذا تم إجراء فحص للقلب لوجد أن هناك آلاماً في الخاصرتين وأسفل البطن خصوصاً عند حدوث التهاب في الكليتين أو توسع في المثانة.
وفي حال فحص البروستات وظهور أنها تميل إلى الحالة الصلبة فقد يكون ذلك إشارة إلى حدوث ورم خبيث فيها، عندها يجب استكمال الفحوص للتأكد من وجود ورم خبيث أم لا.
أما عن الفحوص التشخيصية التي تجرى في مثل هذه الحالات فإنه يتطلب إجراء فحص دقيق للبول والدم للتأكد من حدوث فشل كلوي، بحيث يتم إجراء ذلك لأكثر من مرة عن طريق التبول في وعاء متصل بجهاز يسجل سرعة وحجم خروج البول بشرط أن تكون المثانة ممتلئة.
ويفضل فحص المثانة بالموجات فوق الصوتية، ويمكن أن يتم إجراء هذا الفحص عن طريق الشرج، فهو يعتبر من أهم الفحوص المعتمدة لتشخيص حالة البروستات والمثانة معاً، ويمكن مشاهدة ذلك بالصور الإشعاعية الملونة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون كل انسداد بولي ناتج عن وجود تضخم حميد في غدة البروستات، إذ يجب أن يتم استثناء أسباب عديدة قبل الإقدام على المعالجة، خصوصاً العمل الجراحي، إذ يجب التأكد من عدم وجود تضييق في مجرى البول أو سرطان بروستاتي أو تصلب في عنق المثانة أو اضطرابات عصبية، وكذلك التأكد من استقرار المثانة بسبب عصبي أو سكري أو كحولي.
ضرورة المعالجة المبكرة
هناك طرائق متعددة للوقاية من تضخم البروستات أو علاجها، وهي تعتمد على نوع الحالة وشدتها، فبعد التأكد من وجود التضخم بواسطة التشخيص السريري أو المخبري أو الشعاعي تكون المعالجة المبكرة ضرورية في هذه الحالة لتحسين نمط الحياة.
وبحسب تقدم الحالة فإنه يمكن البدء بالعلاج الدوائي أو الجراحي، حيث ينحصر العلاج الدوائي السائد حالياً في نوعين: الأول على شكل مستحضرات تعمل على إزالة التشنج الحاصل في العضلات الملساء الموجودة حول عنق المثانة. أما الثاني فهو يعمل على تثبيط أنزيم الهرمون الذكري والذي يختصر بـ (DHT) وهو أنزيم ضروري لنمو غدة البروستات. هذا في حالة العلاج الدوائي.
أما إذا فشل هذا الحل فإن العمليات الجراحية تبقى الخيار الأخير، ويتم ذلك من خلال استئصال، البروستات بالمنظار جراحياً، أو من خلال الليزر أو بالحرارة أو عن طريق الأمواج الصوتية.
وإذا وجد أن هناك تقدماً في حالة المرض لدى الشخص المصاب فإن العمل الجراحي المفتوح ضروري خصوصاً إذا كانت هناك حصيات أو آلام حادة في المثانة.



Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us