Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 


3 «استراتيجيات» غذائية لإطالة العمر

انور نعمة - الحياة     

العالم

25/05/2006

 

كان العمر الوسطي للإنسان في نهاية القرن التاسع عشر يدور في فلك 41 عاماً للرجل، في مقابل 43 سنة للمرأة، أما اليوم فإن متوسط عمر الفرد يبلغ عند الرجل 74 عاماً والمرأة 78 عاماً، أي ان عمر الإنسان ارتفع من 30 الى 35 سنة خلال قرن ونيف من الزمن.

هذه الزيادة في العمر تعود بالدرجة الأولى الى ظهور المضادات الحيوية، وإلى وضع بعض الأمراض عند حدها، بعدما كانت تنهش حياة الناس. ان حظ الإنسان في أن يبلغ سناً متقدمة مع احتفاظه بذاكرة جيدة، وصحة مقبولة، أمر ممكن إذا صمم على الوصول اليه كهدف، ولمَ لا ما دام في الإمكان تحقيقه!

وبالطبع فإن بلوغ هذا الهدف لن يتم بعملية حسابية تضيف الى عمر الإنسان سنوات أخرى، بل ان الغاية هي «فرملة» عجلة الشيخوخة بتطبيق نصائح لا تكلف الشيء الكثير، مقارنة بالتكاليف الباهظة الناتجة عن المشاكل الصحية التي تعصف بحياة الانسان في السنوات الباقية من عمره.

هناك كثيرون من الناس ما أن يبلغوا الأربعين حتى يطلقون العبارة المشهورة «يا رب تعين» معتبرين ان هذه السن هي ناقوس الخطر الذي يؤذن ببداية تدهور الطاقة العقلية والجسمية للإنسان وهذا الانحدار سيبلغ أوجه في الستينات أو السبعينات. ان هذا التفكير خاطئ من أساسه، فالإنسان قادر على أن يعيش شيخوخة مقبولة لأن ظواهرها وعوارضها تتعلق الى حد بعيد بالأعوام السابقة لمرحلة الشيخوخة.

صحيح ان مشوار الشيخوخة يبدأ في الأربعينات من العمر، ولكن على الإنسان ألا يستسلم لها، بل عليه أن يقوم بإجراءات من شأنها ان تبطئ من وتيرتها وتخفف من وطأة معالمها، وفي السطور الآتية نتناول ثلاث استراتيجيات تسهم في الإقلال من مخاطر بعض الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، وبالتالي إضافة عدد من السنوات الى خريف العمر.

التقنين الغذائي:

على كل من يرغب في إطالة عمره أن يأكل في شكل أقل فالإقلال من عدد السعرات الحرارية المتناولة يمثل مفتاح السر، بل هو أحد الوسائل الأكيدة لإطالة العمر، فالتجارب التي أنجزت على الجرذان بينت انه في الإمكان إطالة أعمارها بمعدل 60 في المئة عند إعطائها كمية قليلة من الطعام، وكذا الحال عند بعض العضويات مثل «توكوفيرا»، فقد استطاع العلماء زيادة عمرها بمعدل 800 في المئة بعد تحديد وارداتها الغذائية، أما عند بني البشر فهناك عدد من الشواهد التي تصب في هذا الاتجاه، فعلى سبيل المثال متوسط عمر أهالي جزيرة أويكناوا اليابانية هو أعلى منه عند بقية اليابانيين القاطنين في أماكن أخرى، والسبب واضح وضوح الشمس فسكان الجزيرة يتناولون سعرات حرارية أقل بنسبة تتراوح بين 20 و40 في المئة.

رب سائل قد يقول: وما هي كمية السعرات التي يجب أن يأخذها الإنسان يومياً؟ ان الشخص البالغ الذي يتراوح عمره بين 30 و50 سنة يجب أن يتناول بين 1500 و1800 سعرة حرارية تحتوي على مواد بروتينية وسكرية ودهنية إضافة الى العناصر الأخرى التي يحتاجها الجسم لمعالجة تلك المواد، أي الفيتامينات والمعادن الى جانب مركبات لها أهميتها على أكثر من صعيد. باختصار، على الفرد أن يأكل ما يلزمه فقط من دون زيادة ولا نقصان بحيث يبقى وزنه في المجال المثالي.

حماية الجسم من الجذور الكيماوية الحرة:

كما هو معروف هناك عدد هائل من التفاعلات الكيماوية التي تجري في كل خلية من الخلايا من أجل الحصول على الطاقة اللازمة من سكر الغلوكوز والأوكسجين، ان هذه التفاعلات ينتج عنها انطلاق مركبات كيماوية تعرف باسم الجذور الحرة، وهذه الأخيرة هي أجسام مذبذبة غير ثابتة، لا هم لها سوى إلحاق الضرر هنا وهناك، خصوصاً في المادة الوراثية التي تسيطر على مقدرات الخلية وتديرها، ولحسن الحظ فإن الجسم يملك ترسانة قادرة على إصلاح القسم الأعظم من التلف الناجم عن الجذور الحرة، والمهم في الأمر هو أن تكون قدرة الجسم في أقصى حد لها، من أجل تأمين العمليات الإصلاحية الضرورية، فالتقاعس في هذا المجال يفتح الباب على مصراعيه لحدوث أذيات تراكمية تمهد لاستيطان أمراض لا ترحم.

وهناك جملة من الاجراءات التي تساعد في منع تعريض الجسم للمزيد من الجذور الحرة المدمرة، وهذه الاجراءات تشمل:

- تفادي التعرض للملوثات الخارجية لأنها تقود الى تشكل وتراكم الجذور الكيماوية الحرة في الجسم، والملوثات الخارجية تأتي من مصادر عدة مثل: دخان السجائر، دخان المعامل، المعادن الثقيلة (رصاص، ألمنيوم، كادميوم، زئبق وغيرها) المبيدات الحشرية والنباتية، المنتجات الصناعية، الدهانات، مشتقات البترول، عوادم السيارات، الأكياس والمواد البلاستيكية، مياه المسابح وغيرها.

- الابتعاد عن المآكل المقلية والمحمرة والمحترقة، واستبدالها بمآكل مشوية أو مسلوقة.

- الإقلال من المواد الدهنية المشبعة والسكاكر السريعة الامتصاص.

- استعمال الزيوت النباتية من دون طهي أو حتى من دون تسخين، فرفع درجة حرارة الزيت فوق حد معين يحوّلها الى مركبات مطلقة للجذور الحرة.

- الابتعاد عن الأغذية لمعالجة والمحشوة بالمضافات والملونات والمنكهات والمواد الحافظة.

- الحذر من المبالغة في أخذ الحمامات الشمسية.

الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة:

لا يكفي الشخص الذي يرغب في إطالة عمره أن يقول «لقد أخذت حاجتي من السعرات الحرارية»، بل لا بد من اختيار الأطعمة التي تؤمن للجسم أكبر قدر ممكن من مضادات الأكسدة بهدف حماية الخلايا من براثن الجذور الحرة.

 وفي السطور الآتية نظرة على أهم مضادات الأكسدة ومصادرها الرئيسة:

1 – الفيتامين ث، يعمل هذا الفيتامين على دعم الجهاز المناعي وله دور كبير في محاربة الشيخوخة. ان الكيوي والجوافة والبقدونس تعتبر من أهم الأغذية الغنية بالفيتامين ث.

2 – بيتا – كاروتين، وهو فيتامين مضاد للسرطان ومناهض للشيخوخة، وصديق وفيّ للجهاز المناعي والقلب والأوعية الدموية والعين. يوجد هذا الفيتامين بغزارة في الخضروات والفواكه الصفراء اللون.

3 – الفيتامين E، يحتل هذا الفيتامين مرتبة مهمة في سلم مضادات الأكسدة ذات الفعالية القوية، ويقوم بحماية الدهون في الجسم من الأكسدة، وهذا ما يسهم في إبعاد شبح الأمراض القلبية الوعائية. إن الأغذية الغنية بالفيتامين E هي: زيت جنين القمح، زيت الذرة، زيت الصويا، زيت الكولزا.

4 – السيلينيوم، لقد كشفت البحوث ان هذا المعدن مهم لحماية جهاز المناعة، كما انه يساعد الجسم في التخلص من السموم المتعددة التي تسرع من عملية الشيخوخة. يوجد السيلينيوم خصوصاً في البصل والثوم والملفوف والهليون والجزر والبندق والبيض والفواكه.

5 – معدن الزنك، وهو مضاد أكسدة قوي وداعم مهم لجهاز المناعة، ويحتاج الإنسان الى كميات أكبر من هذا المعدن كلما توغل في خريف العمر، ومن أهم مصادر الزنك أصداف البحر والقواقع والسمك المدهن وجنين القمح.

6 – الكروم، يقوم هذا المعدن بدور فعال في تنظيم عمل هرمون الأنسولين، وبالتالي السيطرة على مستوى سكر الدم، كما انه يساعد في إنقاص الكوليسترول وفي تنبيه الجهاز المناعي. ان الكروم يضمحل في الجسم مع التقدم في السن، لذا يجب التزود بكميات أعلى منه من الأغذية الغنية به، مثل الخميرة والقنبيط الأخضر والشعير والحبوب الكاملة والفطر.

7 – مساعد الأنزيم كيو 10 (Q10)، وهو مضاد أكسدة ممتاز يحمي من المشاكل القلبية والدماغية الوعائية المرتبطة بالتقدم في السن. يوجد مساعد الأنزيم كيو 10 في: السمك المدهن والصويا والبندق والسبانخ.

8 – الغلوتاتيون، انه مضاد أكسدة أساسي بل رئيسي في إمكان الجسم تصنيعه، لكنه يوجد في شكل طبيعي في الأفوكاتو والبطيخ والهليون والقنبيط الأخضر والبندورة واللحوم البيضاء والحمراء.

9 – الشاي والقهوة، فهما مصدران غنيان بمضادات الأكسدة. وطبعاً يجب تناول هذين المشروبين باعتدال وإلا ساءت الأحوال.


Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us