رئيسة الجمعية الوطنية للشيخوخة المسعفة لـ''الخبر"

تنامٍ غير مسبوق للمسنين في ديار العجزة

الخبر

الجزائر

2006/03/25

لاحظت سعاد شيخي في تصريح لـ''الخبر'' أن أول إشكال يُطرح في هذا المجال هو العدد المتنامي للمسنين الذين يحوَّلون لهذه المراكز من قبل أبنائهم وأفراد من عائلاتهم· أما الإشكال الثاني فيتمثل في عدم التمييز أو التفريق بين المصابين بأمراض نفسية و عقلية وباقي المسنين· إذ يوضع الجميع في ديار العجزة أو الشيخوخة في وقت تفتقد الرعاية الطبية الضرورية والمتابعة في ذات السياق.

أأشارت مسؤولة الجمعية المسماة ''إحسان''، أن تأسيس هذه الأخيرة عام 2000 جاء كثمرة تفكير من قبل العديد من الأخصائيين حول التحولات الاجتماعية التي طرأت في الجزائر، خاصة منذ عشريتين، فضلا عن ملاحظة تغير هرم الأعمار في الجزائر وتوسع نسبة وعدد البالغين 60 سنة فما فوق·

 وفي ظل التحولات الاجتماعية والأمنية التي عرفتها الجزائر خلال هذه الفترة، تراجعت القدرة الشرائية لدى عدد كبير من الأفراد والشرائح، خاصة المتقاعدين الذين قدر متوسط دخلهم ما بين 1000 دينار و3000 دينار، وهي مبالغ لا تفي بحاجيات هذه الشرائح·· مضيفة ''لقد عرف المجتمع الجزائري تحولات رهيبة؛ إذ نسجل أسبوعيا العديد من حالات تسليم المسنين لديار العجزة من قبل ذويهم وأبنائهم·· لذلك نرى أن الضرورة تقتضي ضبط هذه العمليات وتشديد الرقابة ووضع شروط صارمة·· لأن مجتمعاتنا تختلف عن المجتمعات الأوروبية".

وعن وضعية المراكز الحالية، أوضحت سعاد شيخي، أن ''أهم مركز في الجزائر يتواجد بسيدي موسى ويتواجد به حاليا 220 مسن، إلا أن الإشكال أن هناك عدم تمييز بين المسنين والمصابين بأمراض نفسية، الذين يحتاجون لمتابعة طبية خاصة، لذلك نرى أن هذه الفئة جد مهمشة وتحتاج لرعاية خاصة في مراكز غير مراكز العجزة''· كما أن هناك مركزا بباب الزوار به 176 شخص، يعاني من ذات المشاكل·

 واقترحت مسؤولة الجمعية اعتماد ميثاق وطني لحماية المسنين موازاة مع حملة التوعية والتحسيس باتجاه المستشفيات لضمان اعتماد تخصصات لهذه الفئة· مضيفة بأنه تم افتكاك التزام من قبل السلطات لإقامة 5 مراكز طبية خاصة بالمسنين· كما تم اقتراح بعد الاستفادة من هبة من قبل ''جيزي'' بـ 1.2 مليار سنتيم لوزارات العمل والصحة والتضامن، بالمساهمة في إقامة مركز عبور لصالح المسنين، لا سيما الذين يتوجهون للعاصمة من المدن الداخلية للعلاج·

وكشفت شيخي عن مشروع جديد يتم اعتماده ويتعلق بالمساعدة والرعاية الطبية للمسنين في منازلهم، ويتم تجسيد ذلك بمعية البروفيسور بروري المختص في المستشفى الجامعي ببئرطرارية، بالتعاون مع عدد من الأطباء المتطوعين· وبالمقابل يتم التحضير لدراسة جديدة في 27 أفريل المقبل لتطوير وضعية المسنين في الجزائر، موازاة مع القيام بعمليات تحسيسية في الولايات الداخلية· وتنظيم أعراس وتزويج المسنين الذين يغادرون ديار العجزة، فضلا عن استفادة المسنين من العمرة.