Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 



ضعف الرؤية الليلية وشيخوخة البصر هل قيادة السيارة تصبح خطرة بعد الخمسين .. وإلى أي مدى يساهم الجزر
في علاجه؟


تقرير هارفارد -  الشرق الأوسط

13 يوليو 2006


* يحدث ضعف الرؤية بالليل نتيجةُ لتغيراتِ عديدة تحدث في العين، إما في البؤبؤ، أو العدسة أو الشبكيّة. فهَلْ أكلُ الجزر يساعد على العلاج؟

من المحتمل أن ذلك لا ينطبق على الأميركيين الذين يتلقون تغذية جيدة.

لقد قِيلَ بأنّ العيونَ هي نوافذ الروح. وفي مستوى أكثرَ دنيوية، يَقُولونَ الكثير عن كوننا أكبر سناً. ومع تقدّم السَنَوات، يتعرض الإنسان لعدد مِنْ الحالات الخطيرة في العين، أو عدد أقل خطورة ولكنها تظل مزعجة.

إنّ المثالَ الرئيسي لمشاكل العينِ الخطيرة المتعلقة بالعُمر انحطاط وضمور الماكيولا macular degeneration، وهو مرض يصيب شبكية العين ويُسبب «العمى القانونيِ» بين الناسِ بعد عُمر 55 في العالمِ المتطورِ. إن مصادر الازعاج المتعلقة بالعُمر تتضمّنُ نقص إفراز الدمع الذي يُؤدّي إلى جفاف وحكة في العيونِ، وكذلك الجفونُ التي تَتدلّى مثل أعضاءِ الجسم الأخرى. وابتداء من العقدِ الخامسِ تقريباً، نُعاني كلّنا مِنْ قصور البصر الشيخي (البصر القاصي أي البعيد) presbyopia وهي كلمة يونانية تعني «البصر العجوز»، أي عدم القابلية للتَركيز على الأجسامِ القريبة من عيونِنا. ومع أن حالة اضمحلال الرؤيةَ الليليةَ لم تحظَ بالكثيرِ من الانتباه، فهي من المشاكلِ الأكثر شيوعاً في العينِ المعمّرةِ. ومن النادر أن نرى شخصاً لا يَخَافُ قيَاْدَة السيارة ليلاً بعد سن الأربعين.

صغر بؤبؤ العين

* إن حوادث الاصطدام في الطرق هي السببَ الرئيسي لضحايا العمل بين العُمّالِ الأكبر سنّاً في الولايات المتّحدة. يَقُولُ مسؤولو السلامة بأنّ الرؤية الليلية السيّئةِ يُمْكِنُ أَنْ تكون محط لوم واتهام، حيث إن هناك عدداً معيناً من حالات السقوط والتعثّر بالبيت لكبار السن تتعلّقُ بعدم قدرة العين على الرؤية ليلاً في المناطق المعتمة.

هناك تغييرات عديدة تحدث في العينِ تُوضّحُ لنا لِماذا نَجِدُ صعوبة في الرُؤية في الظلام. من المألوف أنّ قزحية العين، كحلقة ملونة، تعطي عيونَنا لونِها المُتميّز، لَيسَ فقط لتبدوَ جميلة، فالقزحية تتكون من مجموعة مِن العضلات الصغيرة جداً التي تُسيطرُ على حجم البؤبؤ. ومثلها مثل العديد مِنْ العضلات في الجسم، فعضلات القزحية أيضاً تضعف وتقل استجابتها للضوء مع تقدم العُمر. وكنتيجة لذلك، فإن البؤبؤ يَنكمشُ قطره من حوالي خمسة مليمترات في سن الشباب إلى حوالي ثلاثة مليمترات في سن الشيخوخة. إن البؤبؤ الأصغر يَعْني دخول ضوء أقل إلى العينَ. وليس بالضرورة أن يُلاحظ الناس ذلك الاختلاف أثنَاء سَاعَات النَّهَار أَو في غرفة مضاءة جداً، لكن في الظلام أَو الضوء الخافت، يتأثر البؤبؤ الأصغر وتصبح الرؤية كما لو كان الشخص يضع نظارة شمسية.

إن التغييرات في القزحية هي أيضاً جزءٌ من السبب الذي يجعل تكيف العين صعباً عند الانتقال من المكان المظلم إلى المضيء والعكس بالعكس، فالعضلات لا تَتفاعل بالسرعة المطلوبة مما يجعل رد فعل البؤبؤ بالانقباض للضوء الساطع والتَوَسُّع في الظلام أبطأ من ذي قبل.

عتمة العدسة

* إن التغييرات التي تحدث في عدسة العين تساهم أيضاً في إضْعاف الرؤية الليلية. فالعدسة في مرحلة الشباب تكون مرنة وشفّافة. وبمرور العُمر، تُصبح صلبة فتؤدي إلى قصور البصرpresbyopia والى لبس نظارات القراءة.

كما تصبح العدسة أقل شفافية، فلا تسْمحُ بمرور إلا القليل من الضوء، مما يزيد صعوبة الرؤيةَ الليليةَ. وعندما يُصبحُ جزءا من العدسة معتماً جداً، تسمى الحالة ماء أبيض بالعين cataract.

إنّ الأعراضَ الرئيسيةَ هي تشوّش الرؤية وصعوبتها عند الوهج، وصعوبة الرؤيةَ الليلية، أيضاً. إن جراحة الكتاراكت أصبحت شائعةً وأمنةً، وفعّالة هذه الأيام، ومن فوائدها الجانبية تحسين الرؤيةُ الليليةُ.

قلة قضبان الشبكية

* إن التغيرات التي تحدث في شبكيّة العين هي سببٌ آخر لتدهور الرؤية الليلية. شبكيّة العين، الغشاء الذي يُبطن الجزء الخلفي للعين، يماثلُ لحد كبير الفيلمِ في آلة التصوير التقليدية أَو ربما المجس او جهاز الاستشعار sensor في الرقمية. إن الضوء الذي يَقع على خلايا استقبال الضوء في شبكيّةِ العين photoreceptor يُسبّبُ تغييرات كيميائية حيوية في تلك الخلايا، فيُرسلُ إشارات إلى العصب البصري. وعندما تَصلُ تلك الإشارات إلى الدماغ، يتم التعامل معها كصور، فنحس برؤيتها.

ومستقبلات الضوء photoreceptors على نوعين، قضبان rods ومخاريطِ cones.

تَستجيب المخاريطُ للضوء في أطوالِ الموجة المرتبطة باللونِ، فتعطينا رؤيةَ اللون. وهي أيضاً مسؤولة عن تفاصيل الرؤية: هذه المخاريط هي التي تَجعلنا نقَرأ الكلمات على هذه الصفحة. أما القضبان فهي عديمة الفائدة للون، فهي تزوّد صوراً سوداء وبيضاءَ فقط، لَكنَّها حسّاسة بشكل رائع وحاسمة لصالح الرؤية الليلية.

إن الفوفيا fovea وهي جزء صغير جداً مِنْ شبكيّة العين تحتوي على مخاريطَ فقط، وتحيط بها الماكيولاmacula، وتوجد القضبانُ والمخاريط بنسبة 9:1 في الشبابِ الأصحّاء.

التكيّف مع الظلام

* الباحثون بجامعة ألاباما في برمنغهام أَجْرَوُا دراسة تَضمّنت حساب عدد المخاريط والقضبان في شبكيّةِ عين البالغين الأكبر سنّاً المتوفين اخيراً، فوَجدوا وفرةَ من المخاريطِ في الماكيولا macula وقلّة عدد القضبان. هوذه الدراسة وغيرها تُشير إلى أنّنا نَتمسّكُ بمخاريطِنا، وقَدْ نفْقد تقريباً ثُلث القضبان في المنطقةَ حول الفوفيا بالماكيولا.

قدرتنا على الرُؤية في الليل هي لَيسَت فقط مسألة التجَول في الظلامِ، فالعين مطالبة بالتكيف والتَعديل ذهاباً وإياباً بين الضوءِ الذي يسطع فجأة ثم يَخْفتُ ثانيةً. وقيَاْدَة السيارة في الليلِ تكون صعبة لعدة أسباب، واحد منها، بالتأكيد، هو تكيف العين والتعديل ثانيةً إلى الظلام النسبي بَعْد أنْ تُجْهَر وتُبْهَر بالأضواء العالية من سيارة مقبلة علينا. حتى الشخص الشاب سيشْعرُ بفقد الرؤية لبضْع لحظات.

يطلق أطباءُ العيون على القدرة للرُؤية في الظلام بعد التعرّض لضوء ساطع «التكيّف مع الظلام»، وهو عادة يَأْخذُ مدة أطولَ لعيونِ المتقدمين في العمر. وقلة عدد قضبان الشبكية قَدْ يُساهمُ في هذه المشكلة. وعلى الأرجح، يُصبحُ تكيّف العين لظلام أبطأ بسبب عدم قدرة الصبغة الحسّاسة للضوء بخلايا القضيبrhodopsin على التجدد مرة ثانية بسرعة عند كبار السن.

فوائد فيتامين «إيه»

* ما الذي يمكن عمله في هذه الحالة؟ عندما يُفكّر معظم الناس في تَحسين رؤيتِهم الليلية، فإن أول شيء يخطر على بالهم، في أغلب الأحيان، هو تناول الجزر. لقد كَبرَ معظمنا على المعلومة التي تفيد بأنّ الجزر يُساعدُ على الرؤية في الليل، وهذه المعلومة تحمل بَعْض الحقيقة. إن الجزر غني بفيتامين أيه (A)، وإن المادة المشتقة منه المسماة (11-cis-retinal) ضرورية لعملية «التكيف مع الظلام» حيث تعمل على تجديد الصبغةrhodopsin في خلايا قضبان الشبكية بعد تعرّضها إلى ضوء ساطع.

علاوة على ذلك، فقد ثبت أن إعطاء مركبات فيتامين أيه (لمْ يكن جزراً بشكل مُحدّد) تساعد في مُعَالَجَة حالة العشى أو العمى الليلي عند الناس الذين يعانون من نقص فيتامين أيه الغذائي، وهي مشكلة شائعة في العديد منْ أجزاء العالمِ النامي.

من ناحية أخرى، فإن الطعام الأميركي المثالي نادراً ما يكون فقيراً في محتواه من فيتامين ايه، ومركبات الفيتامينات المتعددة Multivitamins تحتوي أيضاً على كميات كافية من هذا الفيتامين. لذا، فإن الأميركيين الذين يتناولون غذاءً مثالياً محتوياً على الجزرِ (أَو يَأْخذُون مركبات فيتامين أيه التكميلية) من المحتمل أن لا تتأثر لديهم الرؤية الليلية.

على أية حالٍ منَ الأحوال، فإن حَل مشاكل نقص الفيتامينِات مسألة مختلفة جداً عن مسألة إعطاء جُرَعات كبيرة من الفيتامين بهدف العمل على عَكْس العملية الطبيعية للشَيْخُوخَة، أي اعادتها للوراء.

علاوة على ذلك، فإن الجُرَعات العالية مِنْ فيتامين أيه مثل ريتينول retinol، ولَيسَ بيتا ـ كاروتين beta carotene يُمْكِنُ أَنْ تَحْملَ بَعْض الأخطار، اذ إن تناول كمية عالية من ريتينول قد ارتبط بحالة هشاشة ونخر العظام وزيادة خطر حدوث الكسور، خصوصاً في منطقة الورك.

هناك احتمالات أخرى وهي تنشيط صبغات الماكيولا macular pigments، مثل ليوتين lutein، الذي لَهُ خاصية مضادة للتأكسد antioxidant وقَدْ يُساعدُ بَعْض الناس الذين يعانون من انحطاط وانحلال الماكيولا من الدرجة المتوسّطة أَو المتقدّمة.

لكن طبقاً للدّكتور غريغوري جاكسن، وهو أحد الباحثين بجامعةِ ألاباما، والذي دَرس مشكلة «الرؤيةَ الليلية» على نطاق واسع، فهناك دليل بسيط على أن نَقْص صبغة الماكيولا يلعب دوراً في فقد أَو تعطيل وظائف قضبان الشبكية.

وبدلاً منْ الاعتماد على نوعيات خاصة من المواد المغذّية أَو الفيتامينات، يَقترحُ جاكسن أكل وجبات عامّة جيدة وتكون غنيةً بالفواكه والخضروات ومنخفضةً في مستوى الدهون المُشبَعة. لَيس ذلك ترديداً للحن القديم ثانيةً! لكنه الأمر المعقول، كما يَقُولُ جاكسن، مضيفاً: حتى وإن شبَّعْنا دماءنا بفيتامين أيه ومشتقاته، فإن هذه المركّبات قَدْ لا تَصلُ إلى خلايا القضبَان بالشبكية إذا أعيق نقلها بترسبات من الكوليسترول والفضلات في غشاء برووكسBruch’s membrane وهو طبقة رقيقة مِنْ النسيج، تقعُ بين شبكيّة العين وقضبانها من جهة، وشبكة الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي العين من جهة أخرى.

باختصار، إن نفس الطريقة التي تؤثر سلباً على جهاز القلب والأوعية الدمويةَ قَدْ تُؤثّرُ على عيوننا أيضاً عكسياً. وخلافاً للعملية الجراحية للماء الأبيض للعين، فليس هناك تدخّل طبي آخر لتثبيت الرؤيةَ الليليةَ. وقد وَجدَ الباحثونُ أن عدداً منْ السائقين الأكبر سنّاً يَتخلّونَ، طواعية، عن القيادة ليلاً. وذلك، في أغلب الأحيان، قرار حكيم. ولو كان جدول العمل مرناً، فإنَّ اقتصار القيادة على الفترة الصباحية قَدْ يكُون الحَلُّ الوحيدُ للمشاكل التي يسببها ضعف الرؤية الليلية.

أما في المنزل، فإن بضعة أضواء يُمْكنُ أَنْ تُنيرَ طريقَك ليلاً، وتتجنب إرهاق قضبان شبكية عينيك من العمل الشاق. وفي الحقيقة، وَجدَ الباحثون أن الناس الأكبر سنّاً يَمِيلونَ إلى إبْقاء بيوتهم في وضع مظلم أكثر من الناس الأصغر سناً، وذلك على الرغم مِنْ انخفاض الحسّاسية للضَوء. إن َفْتح المظلات واستعمال الأضواء الساطعة من الطرق التي تُسَاعد العين المعمّرة.

وكما هو الحال في حالات عديدة أخرى، نؤكد على أن المفتاح إلى شَيْخُوخَة سعيدة وناجحة يكون بالتعامل مع هذه الحالة على أنها مشكلة أكثر مِنْ محَاوَلَة إنْكارها أَو معالجتها بالاستسلام.

 


Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us