لم تجد أم أحمد إلا دار المسنين لتكون المأوى الوحيد لها بعدما تخلى عنها أولادها وتركوها لمصيرها المجهول الذي لم تعرف ملامحه إلا بعدما ذهبت إلى دار المأوى حينها أدركت أن معنى كلمة أم ليس له أي قيمة عند أولاد اختاروا لأمهم مصير البؤس والفاقة.
أم أحمد التي بلغت من العمر 85 عاماً لا تستطيع القيام بحاجاتها الأساسية إلا بمساعدة آخرين، قالت وفقاً لصحيفة الوطن إن أولادها تخلوا عنها عندما أصبحت بحاجة إليهم وإلى زوجاتهم اللواتي عاملنها معاملة سيئة.
 زوج أم أحمد كان أحد أثرياء دمشق كما تقول إلا أن ما تركه لها ولأولادها من ثروة لم يشفع لها بعدما فارق الحياة منذ 15 عاماً.
 وأضافت إن أولادها يحاولون زيارتها كل أسبوع لكي "يكسبوا الرضى"، إلا أنها ترفض مقابلتهم .. محتفظة في دواخلها بقدر كبير من حبها لهم، ودعوات مستمرة لهم دائماً بالرزق الوافر.
 قصة أم أحمد واحدة من مئات القصص المشابهة لكثير من المسنين ممن تخلى عنهم أولادهم نتيجة كبر سنهم وتركهم لمصيرهم في دور الرعاية.
 وحسب إحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، يبلغ عدد المسنين المنتسبين إلى دور الرعاية بحدود 1781 مسناً 656 مسناً، و1125 مسنة.
 وأشار مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى أن 119 مسناً أقل من سن الستين عاماً و537 أكثر من ستين سنة من المسنين إضافة إلى 178 مسنة أقل من ستين سنة و947 أكثر من ستين عاماً.
 وقال المصدر : إن دور الرعاية تقوم بكامل الرعاية للمسنين وخاصة أن هذه الفئة بحاجة إلى رعاية خاصة نتيجة تخلي أهلهم عن واجباتهم الإنسانية، لافتاً إلى أن هناك عدداً قليلاً من المسنين ممن ليس لديهم أولاد لرعايتهم.
 وبين المصدر أن ثلاث محافظات فقط فيها دور لرعاية المسنين وهي دور أهلية خيرية وأن هناك دار واحد تابعة لمحافظة دمشق، مشيراً إلى أن هذه الدار غير كافية وأنه لابد من إحداث دور أخرى لرعاية المسنين وخاصة أن هناك إقبالاً كبيراً من المسنين على هذه الدور.
 ورأى المصدر أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تقدم الدعم للدور الأهلية بما في ذلك الدعم المادي بهدف استمرار دور الرعاية لافتاً إلى أن هناك محافظات لا يوجد فيها دور رعاية وتجمع هذه الدور في دمشق وحلب وبعض المحافظات الأخرى.