Home |  Elder Rights |  Health |  Pension Watch |  Rural Aging |  Armed Conflict |  Aging Watch at the UN  

  SEARCH SUBSCRIBE  
 

Mission  |  Contact Us  |  Internships  |    

        

 

 

 

 

 

 

 

 

 


حلوتي .. صغيرتي .. ولد طيب .. كلمات تغضب كبار السن
جريدة الصباح
ترجمة نادية المختار
22 أكتوبر 2008
العالم


 

 حذر خبراء ومحترفون في علم النفس الخاص بدراسة أمزجة كبار السن، أن هؤلاء يمقتون التقليل من شأنهم فيما لو استخدمت معهم كلمات إطراء شائعة عند التخاطب معهم مثل، حبيبي أو حبيبتي عزيزي أوعزيزتي جميلي أو حلوتي.

إذ يعتقد كبار السن أن هذا الأسلوب يتخاطب به الطبيب مع مريضه الطفل حينما يسأله عن حالته الصحية لمنع الخوف عنه وإبعاده عن القلق، وأنهم ليسوا بحاجة لهذا(التدليل السمج) لأن سنهم لاتسمح لهم بقبول (المهانة المغلفة بالحلوى) على حد تعبيرهم.

ويفترض بعض الناس أن كبار السن يحتاجون الى رعاية خاصة في التعامل معهم وأنهم يفعلون ذلك رأفة بهم أو محبة لهم ولن يكون غرضهم بالضرورة مجرد عرض زيف الكلمات. يقول أحد أصحاب متاجر الحاسوب"جيم بيل" (35)عاما،" كبار السن لايحسنون استخدام الحاسوب بصورة صحيحة وأنهم اكثر بطئا في التعلم والاستيعاب عن البالغين والشباب، لذا فأنهم حينما يرومون زيارة متجري أسعى لمساعدتهم في مشوارهم وأضطرلاستخدام عبارات لطيفة إكراما لهم وليس لغرض التقليل من شأنهم". ولكن بيل يقر بأن العديد منهم يستاؤون عند سماع مثل هذه الكلمات أو قد يتململون منها ظنا منهم انها إساءة لكرامتهم. تقول العجوز إليفيرا نيجل (83) عاما " يعتقد الناس انهم حينما يستخدمون معنا مثل تلك الكلمات فأنهم يكونون لطفاء أو طيبين، بيد أن بدني يهتز لسماع مثلها وأكاد أقشعر بغضا بها". تقول"بيكا ليفي" أستاذة علم النفس في جامعة ييل الأميركية التي تدُرًس (مخاطر الآثار النفسية على كبار السن في التعامل المجتمعي معهم).

الاهانة والاذى
ان الدراسات الجديدة توصلت الى أن الأهانة والأذى الذلين يتعرضان له كبار السن يمكن أن تكونان له سلسلة عواقب صحية سيئة عليهم خاصة لاولئك الذين يتقبلون المهانة بصمت دون أن يبدوا تعليقا على سماعها. وفي استطلاع طويل الأمد شمل 666 شخصا فوق سن الخمسين في مدينة أوهايو الصغيرة ونشرعام 2002، توصلت ليفي وزملاؤها الباحثون الى أن أولئك الذين لديهم معلومات جيدة عن الحالات التي تمر بكبارالسن فأنهم يعيشون سبع سنوات ونصف السنة أكثرمن غيرهم، وتزداد النسبة فيما لو لم يكونوا من المدخنين أو ممن اعتادوا ممارسة التمارين الرياضية

. كما توصلت في دراستها الى أن الناس الكبار يتعرضون لتخيلات سلبية حول مرحلة كبر السن والشيخوخة بضمنها استخدام الناس معهم كلمات مؤلمة وقاسية مثل (مهمل، كثير النسيان، ضعيف، مرتجف) وغيرها من التعابير الخشنة وهذا مايفضي لتعرضهم الى مخاطر أكثر سوءا عند إجراء اختبارات لهم حول قوة الذاكرة والتوازن النفسي لديهم، بحيث يكونون في أعلى حالات التوترالعصبي الهائج. تقول كرستين ويليامز وهي أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة كنساس" أكثر الناس الذين يتعرضون للمهانة والأذى هم العاملون في مجال التمريض عند مؤسسات دور المسنين ورعاية كبار السن لأنهم يكونون في تماس مباشر مع هذه الفئة من الشيوخ وغالبا ماتكون أمزجتهم متوترة بسبب ضغوطات نفسية كثيرة، كما يكونوا أكثرعدوانية وأقل تعاونا ولايتقبلون الرعاية بهم. فلو قال أحد الممرضين أوالممرضات لهؤلاء الكبار في السن كلمات مثل "فتاة طيبة- أو ولد طيب، كيف يشعر صغيري اليوم -كيف تبدو صغيرتي وحلوتي اليوم"ألخ، فأنهم يرفضون بغضب بالغ مايسمعونه ويصرخون ويرفضون الأمتثال لمطالب الممرضين بفعل شيء ما أوالامتناع عنه."

الكلام الطيب
ويسعى الباحثون في علم النفس الى استخلاص ماتوصلوا اليه حيال كبار السن بأن البعض منهم يعانون من مرض كفوئين الزهايمر أو بعض أمراض الأضطرابات النفسية، لذا فأنهم أشخاص غير كفوئين عقليا ونفسيا وتمتاز ردود أفعالهم بأنها متغيرة وغير مستقرة بسبب شعورهم أحيانا بالكآبة أو الوحدة أو التدهور الصحي، وربما تزدحم لديهم الخواطر السارة أو المؤلمة وهذا مايجعل مزاجهم متقلباً وغير مستقر، لذا علينا التعامل معهم كما يحبون تجنبا لثورتهم. تقول ويليامز العاملين العاملون في دور التمريض لرعاية المسنين يستخدمون عبارات مثل" حلوتي ، عزيزي" اعتقادا منهم بأنها كلمات يسهل فهمها لكثرة تداولها، بينما لايدركون مقدار التعقيدات التي تتركها في نفوس هؤلاء، ومن هنا نقصد بأنهم أشخاص غير كفوئين وعلى البالغين التعامل معهم وفق هذه الكيفية دون المساس بكرامتهم.

 وتقول كريستين ويليامز أن الوظيفة الرئيسة في كيفية التعامل مع الشخص المريض بالزهايمر تحتم أولا (تقويم الأحساس الشخصي بأنسانية الذات) فلو تحدث اليك شخص على أنك طفل فهل ستغضب أم ستنزعج أم ستتقبل الأمر على مضض؟ بالتأكيد إن ردة فعلك تكون مفتاحا لشخصيتك لترى دواخلها التي قد لاتحزرها أبدا. كما أن كبار السن إذا أبدوا ردة فعل عدوانية قد يتعرضون لعدم الرعاية الكافية لهم بسبب نفور الممرضين منهم وهنا يجب تكثيف الحلقات التعليمية والتدريب لهؤلاء الممرضين للتعامل الصحيح مع أولئك الطاعنين في السن.

 تقول"فيكي روزبروك" المديرة التنفيذية لمؤسسة ماكلين في ولاية أوهايو" في الغالب يكون العاملون في مجال التمريض والرعاية لكبار السن أفراداً غير متدربين وليسوا حرفيين ولم يدرسوا شيئا في علم النفس، وهذا مايكون السبب الكبير في عدم المقدرة على حسن التعامل مع الكبار لأن جميع العاملين يظنون أن مجرد إبداء كلمات التودد لكبار السن يكون مفتاحا لفك الألغاز وفهم نفسية الشيخ الكبير دون أن يدركوا أن حسن الكلام أحيانا يكون أقسى من الكلمات الجادة المجردة من الأطراء والمديح". وتقول بأن مؤسستهم تضم 300 شخص طاعن في السن، ولكن الأولاد الصغار الذين يأتون بصحبة اوليائهم يكونون أكثر لطفا واحتراما في التعامل مع الكبار، وذلك بأطلاق كلمات محببة لنفوس هؤلاء الكبار تفوق قدرتهم فيها مايقوم به البالغون وكأن بحوزتهم المفتاح الموصل لفك الأقفال الكثيرة المعتملة في نفوس جداتهم أو أجدادهم.

ولايعني هذا أن جميع كبار السن يرفضون حلو الكلام، بل قد يراه البعض منهم على أنه وسيلة للتواصل مع الآخرين إن لم يكن الغرض منه التقليل من الشأن أو الاستخفاف بهم. إذ تقول جان رويل (61)عاما "لو أن شخصا ما نادانا بكلمة حبيبتي أو حلوتي دون التقليل من شأننا فأننا ندرك أنها وسيلة للتواصل مع الناس بشكل إيجابي، كما إننا ندرك أن الفكرة السائدة حولنا على أننا أناس مملون ومضجرون يساهم في زيادة عدوانيتنا وكثرة ضجرنا". وقد تختلف مسنات أخريات عن رأي رويل، إذ تقول الشرطية في دارالمسنين"الين كريشمان" (68) عاما، أنها ترفض بشدة أولئك الذين يخاطبونها بكلمة "أيتها السيدة الشابة" لأنها تعتبرها "سخرية وخداعاً “كوني أصبحت كبيرة في السن ولست بحاجة لمن يذكرني بأني لم أعد صغيرة بترديد هذه العبارة، بل أنا بحاجة لمن يقدًر سني ويحترمني لانجازاتي ووظيفتي في خدمة الناس وماقدمته في حياتي". وهنا لدينا " بيا هاوارد" السيدة العجوز ذات 77 عاما التي كان كلامها ينم عن مرارة واضحة تجاه مالقته من سوء معاملتها حينما شعرت بالاهمال ذات يوم بينما كانت برفقة ابنها الشاب (35) عاما. إذ تقول في أحدى المرات اصطحبني ولدي الى مطعم فاخر لتناول العشاء، وكان عامل الخدمة متوجها أولا بسؤال ولدي عن أحواله ولماذا لم يعد يتردد كثيرا عليهم وكيف يخدمه وغيرها من كلمات الترحيب ثم سأله عن الوجبة التي سيطلبها دون أن يلتفت اليً طوال هذه الفترة، ثم بعدها سأله عما أطلب، فصرخت بوجهه قائلة له أنك أهملتني ولم تعير اي اهتمام بوجودي وكان عليك سؤالي أنا شخصيا لأني أملك لسانا وأعرف ماأطلبه، كما أخبرته بأني أجلس على الطاولة أيضا كما يفعل إبني وليست الطاولة مفردة فلماذا هذا الأهمال هل لأني كبيرة في السن؟ ولكنه أنكر على الفور كل شيء ، فلربما فعلا لم يشعر بما قام به نحوي لأننا أناس منسيون حتى لو وجدنا أمام الأعين

عفوية الكلام
وأخيرا تقول أستاذة علم النفس"بيكا ليفي من جامعة ييل"حتى بين أوساط المهنيين أمثالنا يتضح للكثيرين بأننا فعلا نعاني من التخلص من استخدام مفردات تزعج هؤلاء الكبار والتي غالبا ماننطقها بعفوية مثل كلمة "ياعزيزي أويا حلوتي" لأننا دأبنا على تداولها طويلا دون أن يخطر على بالنا أننا نقلل من شأن الكبار فيما لو قلناه لهم". وقد يتفق البعض مع مايذهب اليه نصح السيد وارنر كاسيل (78) عاما الذي يقول بأن أشد مايغضبه من الشباب والمراهقين حينما يجمع تقريبا 95 بالمئة منهم على مناداته باسمه الأول بينما يتحتم عليهم التحلي بالذوق والاحترام وذلك بمناداته باسم العائلة، ولكنه يقول أنه رغم ذلك يجد ان هنالك أمورا أكثر أهمية للأنشغال بها بدلا مـن الضجر مـن كلمات يطلقها أنـاس يتسمون بقلة اللياقة في التحدث مـع الكبار، إذ يعزو الأمـر الى قصور فـي تربيـة الأحـداث والشباب وهـذا ينعكس برمته على المجتمع من حولنا لأنهم سيمرون يوما ما بنفس الواقع المؤلم.


More Information on World Health Issues 


Copyright © Global Action on Aging
Terms of Use  |  Privacy Policy  |  Contact Us